[ ص: 242 ] سورة المائدة
مدنية، وروي أنها نزلت منصرف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من
الحديبية، وآيها مئة وعشرون آية، وحروفها أحد عشر ألفا وسبع مئة وثلاثة وثلاثون حرفا، وكلمها ألفان وثماني مئة وأربع كلمات. وعن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال:
"سورة المائدة تدعى في ملكوت الله: المنقذة; تنقذ صاحبها من أيدي ملائكة العذاب".
بسم الله الرحمن الرحيم
nindex.php?page=treesubj&link=3441_17047_25507_29723_30945_32445_34089_34383nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=1يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود أحلت لكم بهيمة الأنعام إلا ما يتلى عليكم غير محلي الصيد وأنتم حرم إن الله يحكم ما يريد .
[1]
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=1يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود أي: العهود المحكمة، ويقال: وفى وأوفى بمعنى واحد، وهذا عام في كل واجب من أمر ونهي وحفظ وديعة; أي: احفظوا شريعته، ولفظ المؤمنين يعم مؤمني أهل الكتاب بينهم وبين الله عقد في أداء الأمانة فيما في كتبهم من أمر
[ ص: 243 ] محمد -صلى الله عليه وسلم- ثم خاطب كل من التزم الإيمان على وجهه وكماله، فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=1أحلت لكم بهيمة الأنعام وهي الإبل والبقر والغنم، [وأراد تحليل ما حرم أهل الجاهلية على أنفسهم من الأنعام] ، وسميت بهيمة; لإبهامها من جهة نقص نطقها وفهمها، وعدم ميزها وعقلها، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس، nindex.php?page=showalam&ids=12وعبد الله بن عمر: "بهيمة الأنعام الأجنة في البطن إذا ذبحت أمهاتها" قال
القرطبي: وفيه بعد; لأن الله تعالى قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=1إلا ما يتلى عليكم وليس في الأجنة ما يستثنى.
واختلف الأئمة في
nindex.php?page=treesubj&link=16922الجنين الذي يوجد في بطن أمه ميتا إذا ذكيت، هل تكون ذكاتها ذكاة لجنينها، ويحل أكله؟ فقال
nindex.php?page=showalam&ids=11990أبو حنيفة: لا يحل أكله، وقال صاحباه: إذا تم خلقه، حل أكله، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك: إذا تم خلقه، ونبت شعره، أكل، وإلا فلا، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد: يحل أكله، سواء نبت شعره أو لم ينبت، واستحب
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد ذبحه، فإن خرج وفيه حياة مستقرة، لم يبح إلا بذبحه، بالاتفاق.
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=1إلا ما يتلى أي: يقرأ.
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=1عليكم تحريمه في قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=3حرمت عليكم الميتة إلى قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=3وما ذبح على النصب [المائدة: 3] استثناء من بهيمة الأنعام.
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=1غير محلي الصيد ومعنى الآية: أحلت لكم الأنعام كلها إلا ما كان
[ ص: 244 ] وحشيا; فإنه صيد لا يحل لكم في حال الإحرام، فذلك قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=1وأنتم حرم أي: ما كان صيدا، فهو حلال في الإحلال دون الإحرام، وما لم يكن صيدا، فهو حلال في الحالين.
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=1إن الله يحكم ما يريد من تحليل وتحريم، لا دافع لمراده.
[ ص: 242 ] سُورَةُ الْمَائِدَةِ
مُدْنِيَةٌ، وَرُوِيَ أَنَّهَا نَزَلَتْ مُنْصَرَفَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنَ
الْحُدَيْبِيَةِ، وَآيُهَا مِئَةٌ وَعِشْرُونَ آيَةً، وَحُرُوفُهَا أَحَدَ عَشَرَ أَلْفًا وَسَبْعُ مِئَةٍ وَثَلَاثَةٌ وَثَلَاثُونَ حَرْفًا، وَكَلِمُهَا أَلْفَانِ وَثَمَانِي مِئَةٍ وَأَرْبَعُ كَلِمَاتٍ. وَعَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَالَ:
"سُورَةُ الْمَائِدَةِ تُدْعَى فِي مَلَكُوتِ اللَّهِ: الْمُنْقِذَةَ; تُنْقِذُ صَاحِبَهَا مِنْ أَيْدِي مَلَائِكَةِ الْعَذَابِ".
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
nindex.php?page=treesubj&link=3441_17047_25507_29723_30945_32445_34089_34383nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=1يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الأَنْعَامِ إِلا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ .
[1]
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=1يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ أَيِ: الْعُهُودِ الْمُحْكَمَةِ، وَيُقَالُ: وَفَى وَأَوْفَى بِمَعْنًى وَاحِدٍ، وَهَذَا عَامٌّ فِي كُلِّ وَاجِبٍ مِنْ أَمْرٍ وَنَهْيٍ وَحِفْظِ وَدِيعَةٍ; أَيِ: احْفَظُوا شَرِيعَتَهُ، وَلَفْظُ الْمُؤْمِنِينَ يَعُمُّ مُؤْمِنِي أَهْلِ الْكِتَابِ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ اللَّهِ عَقْدٌ فِي أَدَاءِ الْأَمَانَةِ فِيمَا فِي كُتُبِهِمْ مِنْ أَمْرِ
[ ص: 243 ] مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ثُمَّ خَاطَبَ كُلَّ مَنِ الْتَزَمَ الْإِيمَانَ عَلَى وَجْهِهِ وَكَمَالِهِ، فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=1أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الأَنْعَامِ وَهِيَ الْإِبِلُ وَالْبَقَرُ وَالْغَنَمُ، [وَأَرَادَ تَحْلِيلَ مَا حَرَّمَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ عَلَى أَنْفُسِهِمْ مِنَ الْأَنْعَامِ] ، وَسُمِّيَتْ بَهِيمَةً; لِإِبْهَامِهَا مِنْ جِهَةِ نَقْصِ نُطْقِهَا وَفَهْمِهَا، وَعَدَمِ مَيْزِهَا وَعَقْلِهَا، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ، nindex.php?page=showalam&ids=12وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: "بَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ الْأَجِنَّةُ فِي الْبَطْنِ إِذَا ذُبِحَتْ أُمَّهَاتُهَا" قَالَ
الْقُرْطُبِيُّ: وَفِيهِ بُعْدٌ; لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=1إِلا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ وَلَيْسَ فِي الْأَجِنَّةِ مَا يُسْتَثْنَى.
وَاخْتَلَفَ الْأَئِمَّةُ فِي
nindex.php?page=treesubj&link=16922الْجَنِينِ الَّذِي يُوجَدُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ مَيِّتًا إِذَا ذُكِّيَتْ، هَلْ تَكُونُ ذَكَاتُهَا ذَكَاةً لِجَنِينِهَا، وَيَحِلُّ أَكْلُهُ؟ فَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11990أَبُو حَنِيفَةَ: لَا يَحِلُّ أَكْلُهُ، وَقَالَ صَاحِبَاهُ: إِذَا تَمَّ خَلْقُهُ، حَلَّ أَكْلُهُ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16867مَالِكٌ: إِذَا تَمَّ خَلْقُهُ، وَنَبَتَ شَعَرُهُ، أُكِلَ، وَإِلَّا فَلَا، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=12251وَأَحْمَدُ: يَحِلُّ أَكْلُهُ، سَوَاءٌ نَبَتَ شَعَرُهُ أَوْ لَمْ يَنْبُتْ، وَاسْتَحَبَّ
nindex.php?page=showalam&ids=12251أَحْمَدُ ذَبْحَهُ، فَإِنْ خَرَجَ وَفِيهِ حَيَاةٌ مُسْتَقِرَّةٌ، لَمْ يُبَحْ إِلَّا بِذَبْحِهِ، بِالِاتِّفَاقِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=1إِلا مَا يُتْلَى أَيْ: يُقْرَأُ.
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=1عَلَيْكُمْ تَحْرِيمُهُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=3حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ إِلَى قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=3وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ [الْمَائِدَةِ: 3] اسْتِثْنَاءً مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=1غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَمَعْنَى الْآيَةِ: أُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ كُلُّهَا إِلَّا مَا كَانَ
[ ص: 244 ] وَحْشِيًّا; فَإِنَّهُ صَيْدٌ لَا يَحِلُّ لَكُمْ فِي حَالِ الْإِحْرَامِ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=1وَأَنْتُمْ حُرُمٌ أَيْ: مَا كَانَ صَيْدًا، فَهُوَ حَلَالٌ فِي الْإِحْلَالِ دُونَ الْإِحْرَامِ، وَمَا لَمْ يَكُنْ صَيْدًا، فَهُوَ حَلَالٌ فِي الْحَالَيْنِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=1إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ مِنْ تَحْلِيلٍ وَتَحْرِيمٍ، لَا دَافِعَ لِمُرَادِهِ.