الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون .

[103] واعتصموا بحبل الله أي: تمسكوا بدينه.

جميعا ولا تفرقوا كما افترقت اليهود والنصارى. قرأ البزي عن ابن كثير: (ولا تفرقوا) بتشديد التاء.

كان بين الأنصار الأوس والخزرج عداوة بسبب قتلى، فتطاولت العداوة والحرب بينهم مئة وعشرين سنة إلى أن أطفأ الله عز وجل ذلك بالإسلام، فبدل ذلك بالألفة والمحبة بسبب اتباعهم للنبي -صلى الله عليه وسلم- وانتقاله إليهم، فنزل منة عليهم: [ ص: 7 ]

واذكروا نعمت الله عليكم أي: إنعامه عليكم أيها الأنصار.

إذ كنتم أعداء قبل الإسلام.

فألف أي: جمع.

بين قلوبكم بالإسلام.

فأصبحتم فصرتم.

بنعمته أي: برحمته.

إخوانا جمع أخ في الدين والولاية.

وكنتم على شفا طرف.

حفرة من النار ما بينكم وبين وقوعكم فيها إلا أن تموتوا كفارا.

فأنقذكم الله.

منها بالإيمان.

كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون إرادة ثباتكم على الهدى.

التالي السابق


الخدمات العلمية