الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس والعين بالعين والأنف بالأنف والأذن بالأذن والسن بالسن والجروح قصاص فمن تصدق به فهو كفارة له ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون .

[45] وكتبنا عليهم فرضنا على اليهود.

فيها في التوراة أن النفس بالنفس أي: نفس القاتل بنفس المقتول.

والعين بالعين تفقأ بها والأنف بالأنف يجدع به. [ ص: 303 ]

والأذن بالأذن تقطع بها.

والسن بالسن تقلع بها، وسائر الجوارح قياس عليها في القصاص.

والجروح قصاص أي: ذات قصاص، فبهذا تعميم بعد تخصيص.

قرأ الكسائي: (والعين) ( والأنف) (والأذن) (والسن) (والجروح) بالرفع على القطع مما قبلها، والاستئناف بها، وافقه في (والجروح) خاصة ابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، وابن عامر، وقرأ الباقون الخمسة: بالنصب على العطف، وقرأ نافع (والأذن بالأذن) بإسكان الذال فيهما، والباقون: بالرفع.

فمن تصدق به أي: القصاص.

فهو كفارة له للمتصدق بأن يكفر الله عنه من سيئاته، قال -صلى الله عليه وسلم-: "من تصدق من جسده بشيء، كفر الله عنه بقدره من ذنوبه".

وتقدم حكم القتل العمد والخطأ، وقدر الدية، وحكم الكفارة، واختلاف الأئمة في ذلك مستوفى في سورة النساء بعد تفسير قوله تعالى: ومن قتل مؤمنا خطأ فتحرير رقبة مؤمنة [الآية: 92] ، وتقدم اختلاف الأئمة في القصاص بين المسلم والكافر، والحر والعبد في سورة البقرة عند تفسير [ ص: 304 ] قوله تعالى: الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى [البقرة: 178].

ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون وصف لهم بالعتو

في كفرهم حين ظلموا آيات الله بالاستهانة، وتمردوا بأن حكموا بغيرها.

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية