الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير .

[103] لا تدركه الأبصار لا تحيط به.

وهو يدرك الأبصار لا يفوته منها شيء، فيبصر ما لا يبصر خلقه، وخلقه لا يبصرون ما يبصر، والمعتزلة يتمسكون بظاهر هذه الآية في نفي رؤية الله عز وجل، ومذهب أهل السنة إثبات رؤيته سبحانه في الآخرة، جاء به القرآن والسنة، وعليه اتفاق الأئمة، قال الله تعالى: إلى ربها ناظرة [القيامة: 23] وقال في الكفار: كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون [المطففين: 15] ، وقال -صلى الله عليه وسلم-: "إنكم سترون ربكم عيانا" وقال مالك: لو لم ير المؤمنون ربهم يوم القيامة، لم يعيروا الكفار بالحجاب، وقال أبو حنيفة: والله تعالى يرى في الآخرة، يراه المؤمنون في الجنة بأعين رؤوسهم بلا شبهة ولا كيفية، ولا يكون بينه وبين خلقه مسافة، وقال الشافعي: لما حجب قوم بالسخط، دل على أن قوما يرونه بالرضا، وقال أحمد: إن الله تعالى يتجلى [ ص: 446 ] في القيامة لعباده الأبرار، فيرونه بالعيون والأبصار.

وهو اللطيف الرفيق بعباده.

الخبير بهم.

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية