الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ولقد جاءتهم رسلنا بالبينات ثم إن كثيرا منهم بعد ذلك في الأرض لمسرفون .

[32] قال -صلى الله عليه وسلم-: "لا تقتل نفس ظلما إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها; لأنه أول من سن القتل".

من أجل ذلك أي: بسبب ذلك القتل. قرأ أبو جعفر: (من اجل ذلك) [ ص: 286 ] بكسر النون وحذف الهمزة ونقل حركتها إلى نون (من)، وهي لغة، وقراءة العامة: بجزم النون وفتح الهمزة مقطوعا.

كتبنا قضينا.

على بني إسرائيل وخص بنو إسرائيل بالذكر; لأن قتل النفس فيهم كان محظورا; لأنهم أول أمة نزل الوعيد عليهم في قتل الأنفس بحسب طغيانهم وسفكهم الدماء.

أنه من قتل نفسا بغير قتل.

نفس أي: لم يقتلها قصاصا.

أو بغير.

فساد في الأرض من كفر وزنا أو قطع طريق ونحو ذلك.

فكأنما قتل الناس جميعا من حيث إن قتل الواحد والجميع سواء في استجلاب غضب الله، والعذاب العظيم.

ومن أحياها أي: استنقذها من هلكة.

فكأنما أحيا الناس جميعا أي: يجب على الكل شكره.

ولقد جاءتهم رسلنا بالبينات بالآيات الواضحة تأكيدا للأمر. قرأ أبو عمرو (رسلنا) بجزم السين، والباقون: برفعها، وكذلك ( رسلهم) و (رسلكم) حيث وقع. [ ص: 287 ]

ثم إن كثيرا منهم بعد ذلك أي: المكتوب عليهم.

في الأرض لمسرفون بالقتل وانتهاك المحارم، والإسراف: التباعد عن حد الاعتدال في الأمر.

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية