ذكر قدوم امرأة  أبي ذر  على ناقة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -  
روى الإمام  أحمد ،   ومسلم   وأبو داود  عن  عمران بن حصين   - رضي الله عنهما - فذكر الحديث ، وفيه «فكانت المرأة في الوثاق ، وكان القوم يريحون نعمهم بين يدي بيوتهم . 
فانفلتت ذات ليلة من الوثاق ، فأتت الإبل ، فجعلت إذا دنت من البعير رغا فتتركه ، حتى انتهت إلى العضباء فلم ترغ ، قال : وهي ناقة مدربة ، فقعدت في عجزها ، ثم زجرتها فانطلقت ، وقد رأوها فطلبوها فأعجزتهم ، قال : ونذرت إن نجاها الله - عز وجل - لتنحرنها ، فلما قدمت المدينة  رآها الناس ، فقالوا : العضباء ناقة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - 
فقالت : إنها نذرت إن نجاها الله عليها لتنحرنها ، فأتوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكروا ذلك له فقال : «سبحان الله ، بئس ما جزتها نذرت إن نجاها الله لتنحرنها ، لا وفاء لنذر في معصية ولا فيما لا يملك ابن آدم»   . زاد  ابن إسحاق  من مرسل الحسن  «إنما هي ناقة من إبلي ، ارجعي إلى أهلك على بركة الله»  . 
وقدم ابن أخي عيينة  بلقحة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - السمراء فبشرته بها سلمى ،  فخرج - صلى الله عليه وسلم مستبشرا ، وإذا رأسها بيد ابن أخي عيينة ،  فلما رآها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عرفها ، ثم قال : 
أيم بربك فقال : يا رسول الله أهديت لك هذه اللقحة ، فتبسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقبضها منه ، ثم أقام عنده يوما أو يومين ، ثم أمر له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بثلاث أواق من فضة ، فجعل يتسخط ، قالت سلمى :  فقلت : يا رسول الله أتثيبه على ناقة من إبلك ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم» : نعم وهو يتسخط علي» . 
ثم صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الظهر ، ثم صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : «إن الرجل ليهدي إلي الناقة من إبلي أعرفها كما أعرف بعض أهلي ، ثم أثيبه عليها فيظل يتسخط  [ ص: 104 ] علي ، لقد هممت أن لا أقبل هدية إلا من قرشي أو أنصاري أو ثقفي أو دوسي»  . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					