الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              تنبيهات

                                                                                                                                                                                                                              الأول : اختلف في تسمية هذه الغزوة بذات الرقاع - بكسر أوله ، فقيل : هي اسم شجرة سميت الغزوة بها ، وقيل : لأن أقدامهم نقبت فلقوا عليها الخرق كما في صحيح مسلم عن أبي موسى الأشعري ، وقيل : بل سميت برقاع كانت في ألويتهم . قال في تهذيب المطالع :

                                                                                                                                                                                                                              والأصح أنه موضع ، لقوله : حتى إذا كنا بذات الرقاع . وكانت الأرض التي نزلوها ذات ألوان تشبه الرقاع ، وقيل : لأن خيلهم كان بها سواد وبياض .

                                                                                                                                                                                                                              قال محمد بن عمر الأسلمي : سميت بجبل هناك فيه بقع ، ورجح السهيلي ، والنووي السبب الذي ذكره أبو موسى الأشعري .

                                                                                                                                                                                                                              قال النووي - رحمه الله تعالى - ويحتمل أنها سميت بالمجموع ، وبه جزم صاحب تهذيب المطالع . في التقريب .

                                                                                                                                                                                                                              الثاني : اختلف متى كانت هذه الغزوة فقال البخاري ومن تبعه : أنها كانت بعد خيبر ، لأن أبا موسى الأشعري جاء من الحبشة سنة سبع بعد خيبر ، كما في الصحيح في باب غزوة خيبر . وتقدم ذكره هناك . وصح أيضا كما في الصحيح أنه شهد ذات الرقاع ، وإذا كان ذلك كذلك لزم أن غزوة ذات الرقاع بعد خيبر ، وقال أبو هريرة - رضي الله عنه - صليت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوة نجد صلاة الخوف . رواه البخاري تعليقا ، وأبو داود ، والطحاوي ، وابن حبان موصولا .

                                                                                                                                                                                                                              قال البخاري ، وأبو هريرة : إنما جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم أيام خيبر أي فدل على أن غزوة ذات الرقاع بعد خيبر ، وتعقب بأنه لا يلزم من كون الغزوة كانت في جهة نجد ، أي لا تتعدد ، فإن نجدا وقع القصد إلى جهتها في عدة غزوات . وذكرت في باب صلاته - صلى الله عليه وسلم - صلاة الخوف ما يغني عن إعادته ، فيحتمل أن يكون أبو هريرة حضر التي بعد خيبر ، لا التي قبلها . [ ص: 181 ]

                                                                                                                                                                                                                              والجواب أن غزوة نجد إذا أطلقت فالمراد بها غزوة ذات الرقاع ، كما جاء ذلك في أحاديث كثيرة .

                                                                                                                                                                                                                              وكذلك عبد الله بن عمر ، ذكر أنه - صلى مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة الخوف بنجد ، وتقدم أن أول مشاهده الخندق ، فتكون ذات الرقاع بعد الخندق .

                                                                                                                                                                                                                              وفي الصحيح عن جابر - رضي الله عنه - قال : صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة الخوف في غزوة السابعة ، غزوة ذات الرقاع . قال الحافظ : قوله في غزوة السابعة ، من إضافة الشيء إلى نفسه على رأي ، أو فيه حذف تقديره : غزوة السفرة السابعة .

                                                                                                                                                                                                                              وقال الكرماني وغيره : تقديره غزوة السنة السابعة ، أي من الهجرة ، وفي هذا التقدير نظر ، إذ لو كان مرادا لكان هذا نصا في أن غزوة ذات الرقاع تأخرت بعد خيبر ، نعم التنصيص بأنها سابع غزوة من غزوات النبي - صلى الله عليه وسلم - تأييد لما ذهب إليه البخاري من أنها كانت بعد خيبر ، فإنه إذا كان المراد الغزوات التي خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيها بنفسه مطلقا ، سواء قاتل أو لم يقاتل ، فإن السابعة منها تقع قبل أحد ، ولم يذهب أحد إلى أن ذات الرقاع قبل أحد إلا ما سيأتي من تردد ابن عقبة ، وفيه نظر ، لأنهم متفقون على أن صلاة الخوف متأخرة عن غزوة الخندق ، فتعين أن يكون ذات الرقاع بعد قريظة ، فتعين أن المراد الغزوات التي وقع فيها القتال .

                                                                                                                                                                                                                              والأولى منها بدر ، والثانية أحد ، والثالثة الخندق ، والرابعة قريظة ، والخامسة المريسيع ، والسادسة خيبر ، فيلزم من هذا أن تكون ذات الرقاع بعد خيبر للتنصيص على أنها السابعة ، فالمراد تاريخ الوقعة لا عدد المغازي ، وهذه العبارات أقرب مما وقع عند الإمام أحمد بلفظ كانت صلاة الخوف في السابعة ، فإنه يصح أن يكون التقدير في الغزوة السابعة ، كما يصح في غزوة السنة السابعة ، قلت : لا مزيد على هذا التحقيق البليغ ، فرحم الله الحافظ وجزاه خيرا .

                                                                                                                                                                                                                              وجزم أبو معشر : بأنها كانت بعد بني قريظة ، وهو موافق لما ذهب إليه البخاري ، قال في الزهر - وأبو معشر من المعتمدين في المغازي .

                                                                                                                                                                                                                              وقال ابن القيم بعد أن ذكر الخلاف في تاريخها : الصواب تحويل غزوة ذات الرقاع من [ ص: 182 ] هذا الموضع ، يعني كونه ذكرها بعد غزوة بني النضير ، وقبل غزوة بدر الموعد إلى بعد الخندق ، بل بعد خيبر .

                                                                                                                                                                                                                              قال : وإنما ذكرته ههنا تقليدا لأهل المغازي والسير ، ثم تبين لنا وهمهم الثالث : قال ابن عقبة : لا ندري هل كانت ذات الرقاع قبل بدر أو بعدها ، أو قبل أحد أو بعدها . قال الحافظ : وهذا التردد لا حاصل له ، بل الذي ينبغي الجزم به أنها بعد غزوة بني قريظة ، لأن صلاة الخوف في غزوة الخندق لم تكن شرعت ، وحديث وقوع صلاة الخوف في غزوة ذات الرقاع يدل على تأخرها بعد الخندق .

                                                                                                                                                                                                                              الرابع : قال أبو الفتح - رحمه الله تعالى - جعل البخاري حديث أبي موسى حجة في أن غزوة ذات الرقاع متأخرة عن خيبر ، وليس في خبر أبي موسى ما يدل على شيء من ذلك . قال الحافظ - رحمه الله تعالى - وهذا النفي مردود ، والدلالة من ذلك واضحة كما تقدم تقريره .

                                                                                                                                                                                                                              وقال الإمام علاء الدين الخازن - رحمه الله تعالى - وهذا الذي ذكره البخاري ظاهر الوضوح لأن سياق الأحاديث يدل على ما قاله .

                                                                                                                                                                                                                              الخامس : ادعى الحافظ الدمياطي غلط الحديث الصحيح ، فإن جميع أهل السير على خلافه ، والجواب أن الاعتماد على ما في الحديث أولى ، لأن أصحاب المغازي مختلفون في زمانها ، فعند ابن إسحاق ، أنها بعد بني النضير ، وقبل الخندق في سنة أربع .

                                                                                                                                                                                                                              وعند ابن سعد ، وابن حبان : إنها كانت في المحرم سنة خمس وجزم أبو معشر بأنها كانت بعد بني قريظة والخندق ، وجزم ابن عقبة بتقديمها ، لكن تردد في وقتها كما تقدم .

                                                                                                                                                                                                                              وأيضا فقد ازداد حديث أبي موسى قوة بحديث أبي هريرة ، وبحديث ابن عمر كما تقدم تقريره .

                                                                                                                                                                                                                              السادس : قيل : إن الغزوة التي شهدها أبو موسى ، وسميت ذات الرقاع غير غزوة ذات الرقاع التي وقعت فيها صلاة الخوف ، لأن أبا موسى قال في روايته : إنهم كانوا ستة أنفس ، والغزوة التي وقعت فيها صلاة الخوف . كان المسلمون فيها أضعاف ذلك ، والجواب عن ذلك أن العدد الذي ذكره أبو موسى محمول على من كان مرافقا له من إلزامه ، إلا أنه أراد من كان مع النبي - صلى الله عليه وسلم .

                                                                                                                                                                                                                              السابع : وقع في الصحيح «باب غزوة ذات الرقاع” وهي غزوة محارب بن خصفة من بني ثعلبة بن غطفان . قال الحافظ - رحمه الله تعالى - وهو يقتضي أن ثعلبة جد لمحارب ، وليس كذلك ، ووقع عند القابسي : خصفة بن ثعلبة ، وهو أشد في الوهم . والصواب ما وقع عند ابن إسحاق وغيره ، وبني ثعلبة بواو العطف ، فإن ثعلبة بن سعد بن ذبيان بن بغيض بن . [ ص: 183 ]

                                                                                                                                                                                                                              ريث بن غطفان ،
                                                                                                                                                                                                                              وغطفان بن سعد بن قيس عيلان ، ومحارب بن خصفة بن قيس عيلان ، فمحارب وغطفان ابنا عم!! فكيف يكون الأعلى منسوبا إلى الأدنى ؟ ! وفي الصحيح في حديث جابر بلفظ محارب وثعلبة بواو العطف على الصحيح ، وفي قوله ثعلبة من غطفان بميم فنون نظر أيضا كما يعلم مما تقدم ، وقد يكون نسبه لجده الأعلى ، وفي الصحيح من رواية بكر بن سوادة يوم محارب وثعلبة ، فغاير بينهما ومحارب بضم الميم ، وبالحاء المهملة والموحدة ، وخصفة بفتح الخاء المعجمة ، والصاد المهملة ، ثم فاء ، أضيف إليه محارب للتمييز عن غيره من المحاربين ، فإن في مضر محارب بن فهر ، وفي المغتربين محارب بن صباح ، وفي عبد القيس محارب بن عمرو .

                                                                                                                                                                                                                              الثامن : غورث : وزن جعفر ، وقيل بضم أوله ، وهو بغين معجمة وواو وثاء مثلثة ، مأخوذ من الغرث وهو الجوع ، ووقع عند الخطيب بالكاف بدل المثلثة ، وحكى الخطابي فيه غويرث بالتصغير . وحكى القاضي عن بعض رواة الصحيح : من المعارثة بالعين المهملة . قال القاضي :

                                                                                                                                                                                                                              وصوابه بالمعجمة .

                                                                                                                                                                                                                              وذكر غويرث هذا الذهبي في التجريد من جملة الصحابة ، ولفظ غورث بن الحرث الذي قال : من يمنعك مني ؟ قال : الله تعالى - فوقع السيف من يده ، قاله البخاري من حديث جابر . ا . هـ .

                                                                                                                                                                                                                              وتعقبه الحافظ بأنه ليس في شيء من طرق أحاديثه في الصحيح تعرض لإسلامه ، ثم أورد الطرق . ثم قال : رويناه في المسند الكبير عن مسدد الخزرجي وفيه ما يصرح بعدم إسلامه ، ولفظه بعد أن ذكر وقوع السيف من يده ، وقول النبي - صلى الله عليه وسلم - من يمنعك مني قال :

                                                                                                                                                                                                                              كن خير آخذ . قال : لا إلا أن تسلم . قال : لا ولكن أعاهدك ألا أقاتلك ، ولا أكون مع قوم يقاتلونك . فخلى سبيله ، فجاء إلى قومه وقال : جئتكم من عند خير الناس ،
                                                                                                                                                                                                                              وكذا رواه الإمام أحمد ، ونقله الثعلبي عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس ، ثم قال الحافظ : هذه الطرق ليس فيها أنه أسلم ، وكأن الذهبي لما رأى في ترجمة دعثور بن الحرث أن الواقدي ذكر له شبيها لهذه القصة ، وأنه ذكر أنه أسلم ، فجمع بين الروايتين ، فأثبت إسلام غورث . فإن كان كذلك ففيما صنعه نظر من حيث إنه عزاه للبخاري ، وليس فيه أنه أسلم من حيث إنه يلزمه الجزم بكون القصتين واحدة ، ومع احتمال كونهما واقعتين إن كان الواقدي أتقن ما نقل . وفي الجملة فهو على الاحتمال . قلت : سبق الذهبي في نقل إسلام غورث عن البخاري الأمير أبو نصر بن ماكولا في الإكمال . وجزم به الذهبي في مشتبه النسبة ، وأقره الحافظ في التبصرة على ذلك ولم يتعقبه . والذهبي لم يغير ذلك للصحيح حتى يرد عليه بما قاله الحافظ . [ ص: 184 ]

                                                                                                                                                                                                                              والظاهر أن البخاري ذكر ذلك في أحد تواريخه فتراجع ، ولم أقف الآن فيها إلا على ربع التاريخ الكبير ولم يصل إلى حرف الغين المعجمة . ولم أر من حرر هذا الموضع . ويحتمل إن صح إسلامه أن يكون أسلم في غير هذا اليوم ووقع للحافظ في الفتح في إسلام غورث كلام غير محرر يأتي الكلام عليه في الحادي عشر .

                                                                                                                                                                                                                              التاسع : قول غورث للنبي - صلى الله عليه وسلم - من يمنعك مني على سبيل الاستفهام الإنكاري ، أي لا يمنعك مني أحد لأن الأعرابي كان قائما بالسيف على رأس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والسيف في يد الأعرابي والنبي - صلى الله عليه وسلم - جالس لا سيف معه ، ويؤخذ من مراجعة الأعرابي في الكلام أن الله - سبحانه وتعالى - منع نبيه منه ، وإلا فما الذي أحوجه إلى مراجعته وتكرارها ثلاث مرات كما عند البخاري في الجهاد ، مع احتياج غورث إلى الحظوة عند قومه بقتله ، وفي قول النبي - صلى الله عليه وسلم - في جوابه : «الله يمنعني منك” إشارة إلى ذلك ، ولذلك أعاده الأعرابي فلم يزده على ذلك الجواب غاية الثبات للنبي - صلى الله عليه وسلم - وعدم مبالاته به أصلا .

                                                                                                                                                                                                                              العاشر : في رواية يحيى بن أبي كثير : فتهدده أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال الحافظ - رحمه الله تعالى - فظاهرها مشعر بأنهم حضروا القصة وأنه إنما رجع عما كان عزم عليه بالتهديد ، وليس كذلك ، بل وقع في رواية إبراهيم بن سعد في الجهاد بعد قوله : قلت الله!! فشام السيف أي أغمده ، وكان الأعرابي لما شاهد ذلك الثبات العظيم وعرف أنه حيل بينه وبينه ، تحقق صدقه ، وعلم أنه لا يصل إليه ألقى السلاح ، وأمكن من نفسه .

                                                                                                                                                                                                                              الحادي عشر :

                                                                                                                                                                                                                              في حديث جابر فإذا هو جالس ، ووقع في رواية ابن إسحاق بعد قوله : «قال الله” فدفع جبريل في صدره ، فوقع السيف من يده فأخذه النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : من يمنعك أنت مني ؟ قال : لا أحد ، قال : قم فاذهب لشأنك ، فلما ولى قال : أنت خير مني .

                                                                                                                                                                                                                              ويجمع بين ما في الصحيح وبين ما ذكره ابن إسحاق من قوله : «فاذهب” أنه بعد ما أخبر أصحابه بقصته ، ولشدة رغبته - صلى الله عليه وسلم - في ائتلاف الكفار ليدخلوا في الإسلام ، لم يؤاخذه وعفا عنه . قال الحافظ : وقد ذكر الواقدي في نحو هذه القصة أنه أسلم ، وأنه رجع إلى قومه فاهتدى به خلق كثير ، ووقع في رواية ابن إسحاق - التي أشرت إليها - ثم أسلم بعد .

                                                                                                                                                                                                                              قلت : وعلى الحافظ في هذا الكلام مؤاخذات .

                                                                                                                                                                                                                              الأولى : قوله «ووقع” في رواية ابن إسحاق بعد قوله «فدفع جبريل في صدره” صوابه :

                                                                                                                                                                                                                              وقع عند الواقدي ، لابن إسحاق ، فإن ابن إسحاق لم يذكر ذلك أصلا .

                                                                                                                                                                                                                              الثانية : أن الواقدي ، إنما ذكر ذلك في غزوة غطفان التي تعرف بذي أمر لا في ذات الرقاع ، وسمى الرجل دعثورا . [ ص: 185 ]

                                                                                                                                                                                                                              الثالثة قوله : وذكر الواقدي في نحو هذه القصة إلخ . قد يوهم أن الرجل غورث ، وليس كذلك ، بل هو دعثور .

                                                                                                                                                                                                                              الرابعة قوله : ووقع في رواية ابن إسحاق التي أشرت إليها أنه أسلم ليس في كلام ابن إسحاق أنه أسلم بلا ريب ، ومن راجع كلام ابن إسحاق ، والواقدي في مغازيهما تبين له صحة ما قلته . والله - تعالى - أعلم .

                                                                                                                                                                                                                              الثاني عشر : قول ابن إسحاق : إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - استعمل على المدينة في غزوة ذات الرقاع أبا ذر ، لا يستقيم على مذهبه أن ذات الرقاع قبل الخندق ، فإن أبا ذر أسلم قديما ، ورجع إلى بلاده ، فلم يجيء إلا بعد الخندق ، كما ذكره محمد بن عمر .

                                                                                                                                                                                                                              الثالث عشر : وقع في الوسيط للإمام حجة الإسلام الغزالي - رحمه الله تعالى - أن غزوة ذات الرقاع آخر الغزوات . قال الحافظ : وهو غلط واضح . وقد بالغ ابن الصلاح في إنكاره ، وقال بعض من انتصر للغزالي : لعله أراد آخر غزوة صليت فيها صلاة الخوف ، وهو انتصار مردود أيضا ، لما رواه أبو داود ، والنسائي ، وصححه ابن حبان من حديث أبي بكر أنه - صلى مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة الخوف ، وإنما أسلم أبو بكرة في غزوة الطائف بالاتفاق ، وذلك بعد غزوة ذات الرقاع قطعا .

                                                                                                                                                                                                                              الرابع عشر : جمهور أهل المغازي على أن غزوة ذات الرقاع هي غزوة محارب ، كما جزم به ابن إسحاق .

                                                                                                                                                                                                                              وعند محمد بن عمر ، أنها اثنتان وتبعه القطب في المورد .

                                                                                                                                                                                                                              الخامس عشر : قول ابن سعد إن صلاة الخوف أول ما صليت «بذات الرقاع” محمول على ما ذكره هو وغيره من تقدمها على غزوة الحديبية ، أما على تأخير ذات الرقاع عن خيبر فتكون أول ما صليت صلاة الخوف في عسفان .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية