ذكر قتل دريد بن الصمة  
قال  ابن إسحاق ،  ومحمد بن عمر ،  وغيرهما : لما هزم الله - تعالى - هوازن  أتوا للطائف  ومعهم مالك بن عوف ،  وعسكر بعضهم بأوطاس ،  وتوجه بعضهم نحو نخلة بني عيرة من ثقيف ، فبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خيلا تتبع من سلك نخلة ولم تتبع من سلك الثنايا ، وأدرك ربيعة بن رفيع بن أهبان بن ثعلبة  من بني سليم  دريد بن الصمة ،  فأخذ بخطام جمله ، وهو يظن  [ ص: 334 ] أنه امرأة ، وذلك أنه في شجار له ، فإذا هو رجل ، فأناخ به وهو شيخ كبير ، ابن ستين ومائة سنة ، فإذا هو دريد ولا يعرفه الغلام ، فقال له دريد :  ما تريد ؟ قال : أقتلك . قال : وما تريد إلى المرتعش الكبير الفاني ؟ قال الفتى : ما أريد إلا ذاك ، قال له دريد :  من أنت ؟ قال : أنا ربيعة بن رفيع السلمي ،  قال : فضربه فلم يغن شيئا ، فقال دريد :  بئس ما سلحتك أمك ، خذ سيفي من وراء الرحل في الشجار ، فاضرب به وارفع عن العظم واخفض عن الدماغ ، فإني كذلك كنت أقتل الرجال ، ثم إذا أتيت أمك فأخبرها أنك قتلت دريد بن الصمة ،  فرب يوم قد منعت فيه نساءك . 
فزعمت بنو سليم  أن ربيعة  لما ضربه فوقع تكشف للموت فإذا عجانه وبطون فخذيه مثل القرطاس من ركوب الخيل ، فلما رجع ربيعة  إلى أمه أخبرها بقتله إياه ، قالت : والله لقد أعتق أمهات لك ثلاثا في غداة واحدة ، وجز ناصية أبيك ، فقال الفتى : لم أشعر . 
ووقف مالك بن عوف  على ثنية من الثنايا ، وشبان أصحابه ، فقال : قفوا حتى يمضي ضعفاؤكم وتلتئم إخوانكم . فبصر بهم  الزبير بن العوام   - رضي الله عنه - فحمل عليهم حتى أهبطهم من الثنية ، وهرب مالك بن عوف ،  فتحصن في قصر بلية ، ويقال دخل حصن ثقيف   . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					