شرح غريب ذكر قوله - صلى الله عليه وسلم - من قتل قتيلا فله سلبه 
السلب - بفتح السين المهملة ، واللام : ما يسلب ، أي ينزع   . 
حبل العاتق : وهو الوريد ، والعاتق : موضع الرداء من المنكب . 
أجهضت عنه : غيبت عنه وأزيلت . 
أسود بن خزاعي - بضم الخاء المعجمة . 
ربعي بكسر الراء . 
الجولة : حركة فيها اختلاط . 
يختله - بفتح التحتية ، وسكون الخاء المعجمة ، وكسر الفوقية : يأخذه على غرة . 
فقطعت الدرع : أي التي كان لابسها ، وخلصت الضربة إلى يده فقطعتها . 
وجدت منها ريح الموت : أي شدتها . 
أرسلني : أطلقني . 
أمر الله : حكمه وقضاؤه . 
لاها الله - قال الجوهري   : "ها" للتنبيه ، وقد يقسم بها ، يقال : ها الله ما فعلت كذا ، قال ابن مالك : فيه شاهد على جواز الاستغناء عن واو القسم بحرف التنبيه ، قال : ولا يكون ذلك إلا مع الله ، أي لم يسمع لاها الرحمن ، كما سمع لا والرحمن ، قال : وفي النطق بها أربعة أوجه ، أحدها : ها لله باللام بعد الألف ، بغير إظهار شيء من الألفين ، ثانيها مثله ، لكن بإظهار ألف واحدة بغير همز ، ثالثها بثبوت الألفين وبهمزة قطع ، رابعها بحذف الألف وثبوت همزة القطع ، انتهى . والمشهور في الرواية الثالث ثم الأول .  [ ص: 368 ] 
إذا - قال الحافظ أقوال كثيرة ممن تكلم على هذا الحديث : أن الذي وقع فيه بلفظ إذا خطأ ، وإنما هو ذا تبعا لأهل العربية ، ومن زعم أنه ورد في شيء من الروايات خلاف ذلك فلم يصب ، بل يكون ذلك من إصلاح بعض من قلد أهل العربية ، قد ثبت في جميع الروايات المعتمدة والأصول المحققة من الصحيحين وغيرهما بكسر الألف ، ثم ذال معجمة منونة ، قال الطيبي   : ثبت في الروايات "لاها الله إذن" والحديث صحيح ، والمعنى صحيح ، وهو كقولك لمن قال لك : أفعل كذا ؟ فقلت : لا والله إذن لا أفعل ، فالتقدير : والله إذن لا يعمد إلى أسد . . 
إلخ . قال أبو العباس القرطبي   : الذي يظهر لي أن الرواية المشهورة صواب وليست بخطأ ، وذلك أن الكلام وقع على جواب إحدى الكلمتين للأخرى ، والهاء هي التي عوض بها عن واو القسم ، وذلك أن العرب تقول في القسم : الله لأفعلن ، بمد الهمزة وبقصرها ، فكأنهم عوضوا من الهمزة هاء فقالوا "ها لله" لتقارب مخرجيها ، وكذلك قالوا : "ها" بالمد والقصر ، وتحقيقه أن الذي مد مع الهاء كأنه نطق بهمزتين أبدل من إحداهما ألفا ، استثقالا لاجتماعهما ، كما تقول : 
"الله" . والذي قصر كأنه نطق بهمزة واحدة كما تقول : "الله" . وأما إذا فهي بلا شك حرف جواب وتعليل ، وهي مثل الذي وقعت في قوله - صلى الله عليه وسلم - ، وقد سئل عن بيع الرطب بالتمر فقال "أينقص الرطب إذا جف" قالوا : نعم قال : "فلا إذن" فلو قال : فلا والله إذا كان مساويا لما وقع هنا - وهو قوله : "لاها الله إذا" من كل وجه ، لكنه لم يحتج هنا إلى القسم فتركه ، قال : فقد وضح تقدير الكلام ومناسبته واستقامته معنى ووضعا من غير حاجة إلى تكلف بعيد يخرج عن البلاغة ، ولا سيما من ارتكب وأبعد وأفسد ، فجعل "الهاء" للتنبيه "وذا" للإشارة ، وفصل بينهما بالمقسم به ، قال : وليس هذا قياسا فيطرد ، ولا فصيحا فيحمل عليه الكلام النبوي ، ولا مرويا برواية ثابتة . قال : وما وجد للعذري والهروي في مسلم "لا ها الله ذا" فإصلاح ممن اغتر بما حكي عن بعض أهل العربية ، والحق أحق أن يتبع . 
وقال أبو جعفر الغرناطي  نزيل حلب - رحمه الله تعالى - استرسل جماعة من القدماء في هذا الإشكال إلى أن جعلوا المخلص من ذلك أن اتهموا الإثبات في التصحيف فقالوا : 
الصواب "لاها الله ذا" باسم الإشارة ، قال : ويا عجبا من قوم يقبلون التشكيك على الروايات الثابتة . ويطلقون لها تأويلا ، وجوابهم أن "ها الله" لا يستلزم اسم الإشارة . كما قال ابن مالك  ، وأما من جعل لا يعمد جواب فأرضه فهو سبب الغلط وليس بصحيح ممن زعمه وإنما هو جواب شرط مقدر يدل عليه قوله "إن صدق فأرضه" فكان "  أبو بكر   " قال : إذا صدق في أنه صاحب السلب إذا لا يعمد إلى السلب فيعطيك حقه ، فالجزاء على هذا صحيح لأن صدقه سبب ألا يفعل ذلك ، قال : وهذا واضح لا تكلف فيه ، قال الحافظ : فهو توجيه حسن ، والذي قبله أقعد ويؤيده كثرة وقوع هذه الجملة في كثير من الأحاديث . وسردها الحافظ ، وبسط الكلام على .  [ ص: 369 ] 
هذا اللفظ هو والشيخ في شرح الموطأ ، فمن أراد الزيادة على ما هنا فليراجع كلامهما رحمهما الله تعالى . 
لا يعمد بالتحتية للأكثر ، وللنووي  بالنون : أي لا يقصد رسول الله - صلى الله عليه وسلم إلى رجل كأنه أسد في الشجاعة يقاتل على دين الله ورسوله - فيأخذ حقه ويعطيكه بغير طيبة من نفسه . 
كلا : حرف ردع وزجر . 
أصيبغ بمهملة ، ثم معجمة عند القابسي   . وبمعجمة ثم مهملة عند أبي ذر ، قال ابن التين   : وصفه بالضعف والمهانة . والأصيبغ نوع من الطير ، أو شبهه بنبات ضعيف يقال له الصيغا إذا طلع من الأرض يكون أول ما يلي الشمس منه أصفر ، ذكر ذلك الخطابي ، وهذا على رواية القابسي ، وعلى الرواية الثانية تكون تصغير الضبع على غير قياس ، كأنه لما عظم  أبو قتادة  بأنه أسد صغر خصمه وشبهه بالضبع لضعف افتراسه ، وما يوصف به من العجز ، وقال ابن مالك   : 
أضيبع - بمعجمة وعين مهملة - تصغير أضبع ، ويكنى به عن الضعيف . 
ويدع - بالرفع والنصب والجزم أي يترك . 
صدق : أي القائل . 
فأعطه - بصيغة الأمر ، يقول : اعترف بأن السلب عنده . 
المخرف - بفتح الميم ، والراء ، وسكون الخاء المعجمة بينهما ، ويجوز كسر الراء ، أي بستانا سمي بذلك لأنه يخترف منه التمر أي يجتنى ، وأما بكسر الميم فهو اسم الآلة التي يخترف بها . 
في رواية خرافا - بكسر الخاء : وهو التمر الذي يخترف أي يجتنى ، وأطلقه على البستان مجازا فكأنه قال : بستان خراف . 
في بني سلمة - بكسر اللام : بطن من الأنصار ، وهم قوم أبي قتادة . 
تأثلته بالفوقية والثاء المثلثة : أي تأصلته ، وأثلة كل شيء أصله . 
اعتقدته جعلته عقدة ، والأصل فيه من العقد لأن من ملك شيئا عقد عليه . 
نتضحى معه : نأكل وقت الضحى . 
انتزع طلقا : قيدا من جلود . 
من حقبه - بفتح المهملة والقاف : حبل يشد به الرحل إلى بطن البعير مما يلي ثيله . 
رقة من الظهر : ضعف .  [ ص: 370 ] 
ناقة ورقاء في لونها بياض إلى السواد ويضرب لونها إلى الخضرة . 
اخترط سيفه : سله من غمده ، وهو افتعل من الخرط . 
الوبرة من البعير - بفتح الواو والموحدة . 
عيينة - بضم العين المهملة وكسرها وفتح التحتية الأولى وسكون الثانية . 
حصن - بكسر الحاء ، وسكون الصاد المهملتين ، وبالنون . 
ابن الأضبط   - بوزن الأحمر بالضاد المعجمة ، والموحدة ، والطاء المهملة . 
محلم - بضم الميم ، وفتح الحاء المهملة ، وكسر اللام المشددة ، وبالميم . 
جثامة - بفتح الجيم ، وتشديد الثاء المثلثة وبعد الألف ميم مفتوحة وتاء تأنيث واسمه زيد بن قيس   . 
خندف - بكسر الخاء المعجمة وسكون النون ، وكسر الدال المهملة ، وبالفاء . 
مكيتل - بضم الميم ، وفتح الكاف ، وسكون التحتية ، وكسر الفوقية ، واللام ، ويروى بكسر الثاء المثلثة ، وباللام . 
الشكة بكسر الشين المعجمة : السلاح . 
والرجل المجتمع : الذي بلغ أشده . 
غرة الإسلام بالغين المعجمة أوله "فورنا" بفتح الفاء وسكون الواو وبالراء هنا : الوقت الحاضر : الذي لا تأخير فيه ، ثم استعمل في الحالة التي لا بطء فيها . 
يؤزونه - بالزاي يغرون ويهيجون . 
ضرب - بفتح الضاد المعجمة وسكون الراء ، وبالموحدة ، وهو هنا الخفيف اللحم الممشوق المستدق . 
آدم - بالمد : أسمر . 
ينفذ به الناس - بالنون ، والفاء ، والذال المعجمة : يسمعهم . 
الحصين - بضم الحاء ، وفتح الصاد المهملتين مصغر . 
نهيك - ككريم - آخره كاف . 
غمرة - بغين - معجمة مفتوحة ، فميم ساكنة : منهل من مناهل طريق مكة  ، يصل بين تهامة ونجد . 
أطأ الخبر : أعلنه وأبينه .  [ ص: 371 ] 
معدن - بفتح الميم ، وكسر الدال المهملة . 
سليم - بضم السين . 
المصلى - بضم الميم ، وفتح الصاد المهملة ، واللام المشددة : موضع الصلاة ، وهو موضع مصلى النبي - صلى الله عليه وسلم في الأعياد خارج المدينة  بالعقيق  معروف . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					