ذكر بيان الحكمة في إعطائه - صلى الله عليه وسلم - أقواما من غنائم حنين ومنعه آخرين
قال ابن إسحاق : حدثني محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي ، أن قائلا قال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أصحابه ، قال محمد بن عمر : هو سعد بن أبي وقاص : يا رسول الله ، أعطيت عيينة بن حصن ، والأقرع بن حابس مائة ، وتركت جعيل بن سراقة الضمري ؟ ! فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أما والذي نفس محمد بيده لجعيل بن سراقة خير من طلاع الأرض كلهم مثل عيينة بن حصن ، والأقرع بن حابس ، ولكني تألفتهما ليسلما ، ووكلت جعيل بن سراقة إلى إسلامه " .
وروى البخاري عن سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - قال : أعطى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رهطا وأنا جالس فترك منهم رجلا هو أعجبهم إلي ، فقمت فقلت : ما لك عن فلان والله إني لأراه مؤمنا ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أو مسلما" ذكر ذلك ثلاثا ، وأجابه بمثل ذلك ، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إني لأعطي الرجل وغيره أحب إلي منه خشية أن يكبه الله - تعالى - في النار على وجهه" . [ ص: 402 ]
وروى البخاري عن عمرو بن تغلب قال : أعطى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قوما ومنع آخرين فكأنهم عتبوا عليه فقال : "إني أعطي أقواما أخاف هلعهم وجزعهم ، وأكل أقواما إلى ما جعل الله - تعالى - في قلوبهم من الخبر والغنى ، منهم عمرو بن تغلب" .
قال عمرو : فما أحببت أن لي بكلمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حمر النعم .


