الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              ذكر حديث أبي موسى في حلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه لا يحملهم ثم حملهم

                                                                                                                                                                                                                              روى الشيخان عن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال : أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في نفر من الأشعريين ليحملنا ، وفي رواية : أرسلني أصحابي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسأله لهم الحملان ، فقلت : يا رسول الله إن أصحابي أرسلوني لتحملهم ، فقال : "والله لا أحملكم على شيء ، وما عندي ما أحملكم عليه" ووافقته وهو غضبان ولا أشعر ، فرجعت حزينا من منع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومن مخافة أن يكون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجد في نفسه ، فرجعت إلى أصحابي فأخبرتهم بالذي قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم جيء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بنهب إبل فلم ألبث إلا سويعة إذ سمعت بلالا ينادي : أين عبد الله بن قيس ؟ فأجبته ، فقال : أجب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدعوك ، فلما أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "خذ هذين القرينين وهذين القرينين وهذين القرينين" لستة أبعرة ابتاعهن حينئذ من سعد ، وفي رواية : فأمر لنا بخمس ذود غر الذرى ، فقال "انطلق بهن إلى أصحابك فقل إن الله - أو قال : إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحملكم على هؤلاء فاركبوا" قال أبو موسى فانطلقت إلى أصحابي فقلت : إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحملكم على هؤلاء ، ولكن والله لا أدعكم حتى ينطلق معي بعضكم إلى من سمع مقالة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين سألته لكم ومنعه في أول مرة ، ثم إعطائه إياي بعد ذلك ، لا تظنوا أني حدثتكم شيئا لم يقله ، فقالوا لي والله إنك عندنا لمصدق ولنفعلن ما أحببت فانطلق أبو موسى بنفر منهم حتى أتوا الذين سمعوا مقالة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من منعه إياهم ثم إعطائه بعد ذلك فحدثوهم بمثل ما حدثهم به أبو موسى ، قال أبو موسى ، ثم قلنا : تغفلنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمينه ، والله لا يبارك لنا ، فرجعنا فقلنا له ، فقال "ما أنا حملتكم ولكن الله حملكم" قال : "إني والله لا أحلف على يمين فأرى غيرها خيرا منها إلا أتيت التي هي خير وتحللتها" فقال : "كفرت عن يميني" .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية