ذكر خروجه - صلى الله عليه وسلم - من مكة  
روى محمد بن عمر  عن عمر بن علي بن أبي طالب   - رحمه الله تعالى - قال : لما كان عند الظهر يوم الرابع أتى  سهيل بن عمرو ،  وحويطب بن عبد العزى   - وأسلما بعد ذلك قال  ابن إسحاق :  وكانت قريش  قد وكلت حويطبا  بإخراج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأتياه وهو في مجلس من الأنصار يتحدث مع  سعد بن عبادة ،  فقالا : قد انقضى أجلك ، فاخرج عنا ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : «وما عليكم لو تركتموني فأعرست بين أظهركم فصنعت طعاما ؟ !” فقالا : لا حاجة لنا في طعامك اخرج عنا ، ننشدك الله يا محمد ،  والعقد الذي بيننا وبينك إلا خرجت من أرضنا ، فهذه الثلاثة قد مضت . 
وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم ينزل بيتا ، إنما ضربت له قبة من أديم بالأبطح ، فكان هناك حتى خرج منها ، ولم يدخل تحت سقف بيت من بيوتها ، فغضب  سعد بن عبادة   - رضي الله عنه - لما رأى من غلظة كلامهم للنبي - صلى الله عليه وسلم - فقال لسهيل بن عمرو :  كذبت لا أم لك ليست بأرضك ولا أرض أبيك ، والله لا يخرج منها إلا طائعا راضيا ، فتبسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال يا سعد :  لا تؤذ قوما زارونا في رحالنا ، وأسكت الرجلان عن سعد .  
وفي الصحيح عن  البراء بن عازب   - رضي الله عنهما - أن الأجل لما مضى أتى المشركون  عليا   - رضي الله عنه - فقالوا : قل لصاحبك : اخرج عنا فقد مضى الأجل ، فذكر ذلك  علي   - رضي الله عنه - لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبا رافع   - بالرحيل ، وقال : لا يمسين بها أحد من المسلمين” وركب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى نزل بسرف ،  وتتام الناس ، وخلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبا رافع  ليحمل إليه زوجته  ميمونة  حين يمسي ، فأقام أبو رافع  حتى أمسى ، فخرج بميمونة  ومن معها ، ولقيت من سفهاء مكة  عناء ، 
وسيأتي الكلام على دخول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بها في ترجمتها . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					