ذكر استسقائه - صلى الله عليه وسلم - ربه حين شكوا إليه العطش ،  وما وقع في ذلك من الآيات 
روى  البيهقي  عن عبد الله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب  رحمه الله تعالى - قال : 
خرج المسلمون إلى تبوك  في حر شديد فأصابهم يوم عطش حتى جعلوا ينحرون إبلهم ليعصروا أكراشها ويشربوا ماءها ، فكان ذلك عسرة في الماء ، وعسرة في النفقة ، وعسرة في الظهر وروى الإمام  أحمد   وابن خزيمة  ،  وابن حبان  ،  والحاكم  عن  عمر بن الخطاب  رضي الله عنه ،  وابن إسحاق  عن  عاصم بن عمر بن قتادة  قال  عمر   : خرجنا إلى تبوك في يوم قيظ شديد ، فنزلنا منزلا وأصابنا فيه عطش حتى ظننا أن رقابنا ستنقطع حتى إن كان الرجل يذهب يلتمس  [ ص: 448 ] الرجل فلا يرجع حتى يظن أن رقبته ستقطع حتى إن كان الرجل لينحر بعيره فيعصر فرثه فيشربه ويجعل ما بقي على كبده ، فقال  أبو بكر   : يا رسول الله ، إن الله عز وجل قد عودك في الدعاء خيرا ، فادع الله تعالى لنا ، قال "أتحب ذلك ؟ " قال نعم فرفع يديه نحو السماء فلم يرجعهما حتى قالت السماء فأظلت ثم سكبت ، فملئوا ما معهم ، ثم ذهبنا ننظر فلم نجدها جاوزت العسكر ، وروى  ابن أبي حاتم  عن ابن حرزة   - رحمه الله تعالى - قال : نزلت هذه الآية في رجل من الأنصار في غزوة تبوك .  
ونزلوا الحجر فأمرهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أن لا يحملوا من مائها شيئا ثم ارتحل ، ثم نزل منزلا آخر وليس معهم ماء ، فشكوا ذلك إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقام فصلى ركعتين ، ثم دعا فأرسل الله سبحانه وتعالى سحابة فأمطرت عليهم حتى استقوا منها ، فقال رجل من الأنصار لآخر من قومه يتهم بالنفاق : ويحك قد ترى ما دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأمطر الله علينا السماء ، فقال : 
إنما أمطرنا بنوء كذا وكذا ، فأنزل الله تعالى : وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون   [الواقعة 82] ذكر  ابن إسحاق  أن هذه القصة كانت بالحجر ، وروي عن  محمود بن لبيد  عن رجال من قومه قال : كان رجل من المنافقين معروف نفاقه يسير مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حيثما سار ، فلما كان من أمر الحجر ما كان ، ودعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين دعا فأرسل الله تعالى السحابة فأمطرت حتى ارتوى الناس ، قالوا أقبلنا عليه نقول ويحك ، هل بعد هذا شيء ؟ قال : سحابة مارة . 
				
						
						
