ذكر نزول المطر في تلك الأيام  وما قاله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في صبيحة المطر 
روى الشيخان  وأبو عوانة ،   والبيهقي  عن زيد بن خالد   - رضي الله عنه - قال : خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عام الحديبية  فأصابنا مطر ذات ليلة ، فصلى بنا النبي - صلى الله عليه وسلم - الصبح ، ثم أقبل علينا بوجهه ، فقال : أتدرون ماذا قال ربكم ؟ قلنا : الله ورسوله أعلم : قال : قال الله عز وجل : 
«أصبح من عبادي مؤمن وكافر ، فأما المؤمن من قال : مطرنا برحمة الله وبفضل الله فهو مؤمن بي وكافر بالكواكب ، وأما من قال مطرنا بنجم كذا - وفي رواية : بنوء كذا وكذا - فهو مؤمن بالكواكب كافر بي»  . 
قال محمد بن عمر   : وكان ابن أبي بن سلول  قال : هذا نوء الخريف مطرنا بالشعرى . 
وروى ابن سعد  عن أبي المليح  عن أبيه قال : أصابنا يوم الحديبية  مطر لم يبل أسافل نعالنا ، فنادى منادي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن صلوا في رحالكم . 
وأهدى عمرو بن سالم  وبسر بن سفيان الخزاعيان   - رضي الله عنهما - بالحديبية  لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - غنما وجزورا ، وأهدى عمرو بن سالم   لسعد بن عبادة   - رضي الله عنه - جزرا - وكان صديقا له - فجاء سعد  بالجزر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأخبره أن عمرا  أهداها له ، فقال : «وعمرو  قد أهدى لنا ما ترى ، فبارك الله في عمرو»  ثم أمر بالجزر تنحر وتقسم في أصحابه ، وفرق الغنم فيهم من آخرها 
وشرك فيها فدخل على  أم سلمة  من لحم الجزور كنحو ما دخل على رجل من القوم ، وشرك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في شاته ، فدخل على  أم سلمة  بعضها ، وأمر - صلى الله عليه وسلم - للذي جاء بالهدية بكسوة .  [ ص: 43 ] 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					