الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
باب ذكر خلافة يزيد بن عبد الملك

ويكنى أبا خالد ، وأمه عاتكة بنت يزيد بن معاوية ، استخلف بعد وفاة عمر ، وكان يومئذ ابن تسع وعشرين سنة .

أنبأنا محمد بن ناصر الحافظ ، قال: أنبأنا المبارك بن عبد الجبار ، قال:

أخبرنا أحمد بن محمد العتيقي ، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن منصور النوشري ، قال:

أخبرنا أحمد بن سليمان بن داود الطوسي ، قال: أخبرنا الزبير بن بكار ، قال: حدثني هارون بن عبد الله الزهري ، عن عبيد الله بن عمرو الفهري ، قال:

لما توفي عمر بن عبد العزيز ، قال يزيد بن عبد الملك : ما جعل عمر بن عبد العزيز لربه أرجى مني ، فتنسك وأقام أربعين يوما لا تفوته صلاة في جماعة ، فقدم الأحوص فأرسلت له حبابة أنه ليس لي ولا لك عنده شيء ما دام على هذه الحال فقل أبياتا أغنيها له عسى أن يترك ما هو عليه من النسك ، فقال الأحوص:


ألا لا تلمه اليوم أن يتبلدا فقد غلب المحزون أن يتجلدا     إذا كنت عزيفا عن اللهو والصبا
فكن حجرا من يابس الصخر جلمدا     فما العيش إلا ما يلذ ويشتهى
وإن لام فيه ذو الشنان وفندا

فلما خرج يزيد للجمعة عرضت له حبابة على طريقه فحركت العود وغنت البيت الأول فسبح ، فلما غنت البيت الثاني قال: مه مه ويحك لا تفعلي ، فلما غنت الثالث [ ص: 66 ] نفض عمامته ، وقال: مروا صاحب الشرطة أن يصلي بالناس ، وجلس معها ، ودعى بالشراب وسألها عن قائل الشعر ، فقالت: الأحوص ، فأمر به فأدخل فأجازه وأحسن إليه وأنشده مديحه .

التالي السابق


الخدمات العلمية