الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر

563 - جابر بن زيد ، أبو الشعثاء :

كان مفتي البصرة ، وكان ابن عباس يقول: لو نزل أهل البصرة عند قول جابر بن زيد لأوسعهم عما في كتاب الله علما .

وقال جابر في مرضه: أشتهي نظرة من الحسن ، فجاء إليه في الليل وكان مختفيا .

[وتوفي في هذه السنة] .

564 - خالد بن معدان ، أبو عبد الله الكلاعي :

أسند عن أبي عبيدة ، ومعاذ ، وعبادة ، وأبي ذر ، وغيرهم .

وتوفي في رمضان هذه السنة .

عن أبي المغيرة ، عن صفوان بن عمر ، قال: كان خالد بن معدان إذا عظمت حلقته قام فانصرف ، قيل لصفوان: ولم كان يقوم؟ قال: كان يكره الشهرة .

565 - عامر بن عبد الله بن قيس ، أبو بردة ابن أبي موسى :

روى عن أبيه ، وكان على بيت المال ، وولي قضاء الكوفة بعد شريح ، وبها توفي في هذه السنة .

566 - عبد الرحمن بن حسان بن ثابت :

وقد مضى ذكره . [ ص: 85 ]

567 - عطاء بن يسار ، أخو سليمان بن يسار :

روى عن أبي بن كعب ، وابن مسعود ، وأبي أيوب في خلق كثير من الصحابة .

وكان يصوم يوما ويفطر يوما .

أخبرنا عبد الوهاب بن المبارك ، قال: أخبرنا أبو الحسين بن عبد الجبار ، قال:

أخبرنا علي بن أحمد الملطي ، قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن يوسف ، قال: أخبرنا أبو الحسين بن صفوان ، قال: أخبرنا أبو بكر القرشي ، قال: حدثني محمد بن الحسين ، قال: حدثني عبد العزيز بن يحيى الأويسي ، عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، قال:

خرج عطاء بن يسار وسليمان بن يسار حاجين من المدينة ومعهما أصحاب لهما حتى إذا كانوا بالأبواء نزلوا منزلا ، فانطلق سليمان وأصحابه لبعض حاجتهم وبقي عطاء قائما في المنزل يصلي . قال: فدخلت عليه امرأة من الأعراب جميلة ، فلما رآها عطاء ظن أن لها حاجة ، فأوجز في صلاته ثم قال: ألك حاجة؟ قالت: نعم ، قال: ما هي؟

قالت: قم فأصب مني فإني قد ودقت ولا بعل لي ، قال: إليك عني [لا تحرقيني ونفسك بالنار .

ونظر إلى امرأة جميلة فجعلت تراوده عن نفسه ويأبى إلا ما يريد . قال: فجعل عطاء يبكي ويقول: ويحك إليك عني] . قال: واشتد بكاؤه ، فلما نظرت المرأة إليه وما دخله من البكاء والجزع بكت المرأة لبكائه . قال: فجعل يبكي والمرأة تبكي بين يديه . فبينا هو كذلك إذ جاء سليمان من حاجته ، فلما نظر إلى عطاء يبكي والمرأة بين يديه تبكي جلس في ناحية البيت يبكي لبكائهما ولا يدري ما أبكاهما ، وجعل أصحابهما يأتون رجلا رجلا كلما أتى رجل فرآهم يبكون جلس فبكى لبكائهم لا يسألهم عن أمرهم حتى كثر البكاء وعلا الصوت ، فلما رأت المرأة الأعرابية ذلك قامت فخرجت . قال: فقام القوم فدخلوا ، فلبث سليمان بعد ذلك وهو لا يسأل أخاه عن قصة المرأة إجلالا له وهيبة . قال: وكان أسن منه ، ثم إنهما قدما مضر لبعض حاجتهما فلبثا بها ما شاء الله ، فبينا عطاء ذات ليلة نائم إذ استيقظ وهو يبكي ، فقال سليمان: ما يبكيك [ ص: 86 ] يا أخي؟ قال: رؤيا رأيتها الليلة ، قال: وما هي؟ قال: لا تخبر بها أحدا ما دمت حيا ، رأيت يوسف النبي صلى الله عليه وسلم في النوم ، فجئت أنظر إليه فيمن ينظر ، فلما نظرت حسنه بكيت ، فنظر إلي فقال: ما يبكيك أيها الرجل؟ قلت: بأبي أنت وأمي يا نبي الله ، ذكرتك وامرأة العزيز وما ابتليت به من أمرها ، وما لقيت من السجن وفرقة يعقوب ، فبكيت من ذلك وجعلت أتعجب منه ، قال: فهلا تعجبت من صاحب المرأة البدوية بالأبواء ، فعرفت الذي أراد ، فبكيت فاستيقظت باكيا قال: سليمان: يا أخي وما حال تلك المرأة؟ فقص عليه عطاء القصة ، فما أخبر بها سليمان أحدا حتى مات عطاء ، فحدث بها بعده امرأة من أهله ، وشاع الحديث بالمدينة بعد موت عطاء بن يسار .

وقد رويت لنا هذه القصة عن سليمان أنها جرت له ، والله أعلم .

وتوفي عطاء في هذه السنة ، وقيل: سنة أربع [وتسعين] .

568 - يزيد بن الأصم ، واسمه عبد عمرو بن عدس :

وأمه برزة بنت الحارث بن حزن ، أخت ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم .

روى عن أبي هريرة ، وابن عباس ، وكان ينزل الرقة .

وتوفي في هذه السنة . [ ص: 87 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية