الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وفي هذه السنة عزل سليمان بن عبد الملك عثمان بن حيان عن المدينة لسبع بقين من رمضان .

وكانت إمرته عليها ثلاث سنين . وقيل: سنتين إلا سبع ليال .

وفيها: عزل سليمان يزيد بن أبي مسلم عن العراق . [وأمر عليها يزيد بن المهلب .

وفيها: جعل سليمان صالح بن عبد الرحمن على الخراج] وأمره أن يقتل آل أبي عقيل ويبسط عليهم العذاب وكان يلي عذابهم عبد الملك بن المهلب .

وفيها قتل قتيبة بن مسلم بخراسان وسبب قتله أن الوليد لما أراد خلع سليمان وافقه قتيبة ، فلما مات الوليد خاف قتيبة من سليمان ، وحذر أن يولي يزيد بن المهلب خراسان ، فكتب إلى سليمان كتابا يهنئه بالخلافة ، ويعزيه على الوليد ، ويعلمه بلاءه [ ص: 19 ] وطاعته لعبد الملك والوليد ، وأنه له على مثل ما كان لهما من الطاعة والنصيحة ، إن لم يعزله عن خراسان . ثم كتب كتابا يعلمه فيه فتوحه وعظم قدره عند ملوك العجم ، وهيبته في صدورهم ، ويذم المهلب وآل المهلب ، ويحلف بالله عز وجل لئن استعمل يزيد على خراسان ليخلعنه . ثم كتب كتابا ثالثا [فيه خلعه ، وبعث بالكتب الثلاثة] مع رجل من باهلة ، وقال: ادفع هذا الكتاب إليه فإن قرأه وألقاه إلى يزيد فادفع هذا الكتاب إليه ، وإن قرأ الأول ولم يدفعه إلى يزيد فاحتبس الكتابين الآخرين .

فقدم الرسول فدخل على سليمان وعنده يزيد بن المهلب ، فدفع إليه الكتاب فقرأه ثم رمى به إلى يزيد ، ثم دفع إليه الكتاب الثاني فقرأه ثم رمى به إلى يزيد ، فأعطاه الثالث فتمعر لونه ، ثم دعا بطين فختمه ثم أمسكه بيده ، ثم أمر بالرسول إلى دار الضيافة ، فلما أمسى دعا به فأعطاه دنانير وقال: هذه جائزتك ، وهذا عهد صاحبك على خراسان فسر ، وهذا رسولي معك بعهده . فخرج فلما كان بحلوان تلقاهم الناس بخلع قتيبة لسليمان ، وكان قتيبة قد خلعه ودعا الناس إلى خلعه ، فكره الناس خلع سليمان ، فصعد قتيبة المنبر وسب الناس لكونهم لم يوافقوه ، واجتمعوا على خلافه وخلعه ، ثم قتلوه .

التالي السابق


الخدمات العلمية