الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر

607 - طلحة بن مصرف بن عمرو بن كعب ، أبو عبد الله :

سمع من أنس بن مالك ، وابن أبي أوفى ، وابن الزبير . وكان قارئ أهل الكوفة يقرءون عليه القرآن ، فلما رأى كثرتهم عليه كره ذلك لنفسه ، فمشى إلى الأعمش فقرأ عليه ، فمال الناس إلى الأعمش وتركوا طلحة . وكان ثقة صالحا عابدا .

أخبرنا محمد بن أبي القاسم ، قال: أخبرنا حمد بن أحمد الحداد ، قال:

حدثنا أبو نعيم الأصفهاني ، قال: حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال: حدثنا أبو سعيد الأشج ، قال: حدثنا ابن أبي غنية ، قال: حدثني شيخ ، عن جدته قالت:

أرسل إلي طلحة بن مصرف : إني أريد أن أوتد في حائطك وتدا ، فأرسلت إليه:

نعم ، قالت: ودخلت خادمتنا منزل طلحة تقتبس نارا وطلحة يصلي ، فقالت لها امرأته:

مكانك يا فلانة حتى نشوي لأبي محمد هذا القديد على قضيبك يفطر عليه . فلما قضى الصلاة قال: ما صنعت لا أذوقه حتى ترسلي إلى سيدتها ، لحبسك إياها وشواك على قضيبها . [ ص: 155 ]

قال أبو نعيم : وحدثنا محمد ، قال: حدثنا أبو يعلى وهو الموصلي ، قال: حدثنا عبد الصمد بن يزيد ، قال: سمعت الفضيل بن عياض يقول:

بلغني عن طلحة أنه ضحك يوما فوثب على نفسه ، فقال: فيم الضحك ، إنما يضحك من قطع الأهوال ، وجاز الصراط . ثم قال: آليت ألا أفتر ضاحكا حتى أعلم بم تقع الواقعة ، فما رئي ضاحكا حتى صار إلى الله عز وجل .

أخبرنا محمد بن [أبي] القاسم بإسناد له ، قال عبد الملك بن هانئ : خطب زيد إلى طلحة ابنته ، فقال: إنها قبيحة ، قال: قد رضيت بها ، قال: إن بعقبها أثرا ، قال: قد رضيت .

قال أبو نعيم : وحدثنا أبو بكر بن مالك ، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد ، قال:

حدثنا أبو سعيد الأشج ، قال: حدثنا محمد بن فضيل ، عن أبيه ، قال:

دخلنا على طلحة بن مصرف نعوده ، فقال له أبو كعب: شفاك الله ، قال:

أستجير الله .

قال أبو سعيد : وحدثنا ابن إدريس ، عن ليث ، قال: حدثت طلحة في مرضه الذي مات فيه أن طاووسا كان يكره الأنين ، قال: فما سمع طلحة يئن حتى مات .

608 - المغيرة بن حكيم الصنعاني :

من الأنبار ، روى عن ابن عمر ، وأبي هريرة .

أنبأنا يحيى بن علي المدير ، قال: أخبرنا المبارك بن الحسين الأنصاري ، قال: أخبرنا ابن بشران ، قال: حدثنا ابن صفوان ، قال: حدثنا أبو بكر القرشي ، قال:

حدثني الحسين بن علي البزاز ، أنه حدث عن عبد الله بن إبراهيم ، قال: أخبرني أبي ، قال:

سافر المغيرة بن حكيم إلى مكة أكثر من خمسين سفرة حافيا محرما صائما ، لا [ ص: 156 ] يترك صلاة السحر في سفره ، إذا كان السحر نزل فصلى ويمضي أصحابه ، فإذا صلى الصبح لحق متى ما لحق .

قال عبد الله بن إبراهيم : وأخبرني هشام بن يوسف ، قال: سمعت إبراهيم بن عمر يقول:

كان جزء المغيرة بن حكيم في يومه وليلته القرآن كله ، يقرأ في صلاة الصبح من البقرة إلى هود ، ويقرأ قبل الزوال إلى أن يصلي العصر من هود إلى الحج ، ثم يختم . [ ص: 157 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية