الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر

654 - الربيع بن أبي راشد ، أبو عبد الله:

أخبرنا محمد بن أبي القاسم ، قال: أخبرنا حمد بن أحمد ، قال: أخبرنا أبو نعيم الأصفهاني ، قال: أخبرنا أبو بكر بن مالك ، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال: حدثني الفضل بن سهل ، قال: حدثنا أبو أحمد الزبيري ، قال: حدثني من سمع عمر بن ذر يقول: كنت إذا رأيت الربيع بن أبي راشد كأنه مخمار من غير شراب .

أخبرنا علي بن أبي عمر ، قال: أخبرنا رزق الله ، قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن يوسف ، قال: حدثنا الحسين بن صفوان ، قال: حدثنا أبو بكر القرشي ، قال: حدثنا مالك بن إسماعيل ، قال: حدثني عبد السلام بن حرب ، عن خلف بن حوشب ، قال: قال الربيع بن أبي راشد: اقرأ علي: يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فقرأتها [عليه] فبكى ثم قال: والله لولا أن تكون بدعة لسحت -أو قال: لهمت- في الجبال .

655 - زيد بن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب:

دخل على هشام بن عبد الملك فرفع دينا وحوائج فلم يقضها له ، وأسمعه كلاما شديدا ، فخرج إلى الكوفة ، وخرج بها ويوسف بن عمر الثقفي عامل هشام على العراق ، فوجه إلى زيد من يقاتله ، فاقتتلوا ، فتفرق عن زيد من خرج معه ، ثم قتل [ ص: 219 ] وصلب ، فلما ظهر ولد العباس أخرج هشام من قبره فصلب . وكان قتل زيد في هذه السنة ، وكان ابن اثنتين وأربعين سنة .

656 - عطاء السليمي:

كان شديد الخوف والحياء من الله ، لم يرفع رأسه إلى السماء أربعين سنة .

وكان يبكي حتى يبل ما حوله ، فعوتب في بكائه ، فقال: إذا ذكرت أهل النار وما ينزل بهم من العذاب تمثلت نفسي بينهم ، فكيف لنفس تغل وتسحب في النار ألا تبكي؟! .

وكان يقول: ارحم في الدنيا غرتي ، وفي القبر وحدتي ، وطول مقامي غدا بين يديك .

وقال جعفر [بن سليمان]: التقى ثابت وعطاء السليمي ثم افترقا ، فلما كان وقت الهاجرة جاء عطاء فخرجت الجارية إليه فقالت: أخوك عطاء ، فخرج إليه فقال: يا أخي في هذا الحر ، قال: ظللت صائما فاشتد علي الحر ، فذكرت [حر] جهنم فأحببت أن تعينني على البكاء ، فبكيا حتى سقطا .

قال جعفر: ولما مات عطاء رأيته في المنام ، فقلت: ما فعل الله بك؟ قال: رحمني ووبخني ، وقال لي: يا عطاء ، ما استحييت مني ، تخافني ذلك الخوف كله ، أما علمت أني أرحم الراحمين .

657 - عطية بن قيس الكلابي

من أهل القرآن والفضل ، توفي في هذه السنة وهو ابن مائة سنة وأربع سنين .

658 - محمد بن يحيى بن حبان بن منقذ بن عمرو بن مالك ، أبو عبد الله:

كانت له حلقة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان يفتي ، وكان كثير الحديث ، ثقة .

توفي بالمدينة في هذه السنة .

[ ص: 220 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية