الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ثم دخلت سنة ثمان وتسعين ومائة

فمن الحوادث فيها :

استئمان خزيمة بن خازم إلى طاهر بن الحسين ، ومفارقته محمدا .

وسبب ذلك : أن طاهرا كتب إلى خزيمة ، فشاور من يثق به ، فقالوا : نرى والله أن هذا الرجل أخذ بقفا صاحبنا عن قليل ، فاحتل لنفسك ولنا . فكتب إلى طاهر بطاعته ، وكتب طاهر بن محمد بن علي بن عيسى بن ماهان بمثل ذلك ، فلما كان ليلة الأربعاء لثمان بقين من المحرم وثب خزيمة ومحمد بن علي بن عيسى بن ماهان على جسر دجلة فقطعاه ، وركبا أعلامهما عليه ، وخلعا محمدا ودعوا للمأمون ، وغدا طاهر يوم الخميس على المدينة الشرقية وأرباضها والكرخ وأسواقها ، وهدم قنطرتي الصراة العتيقة والحديثة ، واشتد عندهما القتال ، وباشر طاهر القتال بنفسه ، فهزم أصحاب محمد ودخل قسرا ، وأمر مناديه فنادى : الأمان لمن لزم منزله . ووضع بقصر الوضاح وسوق الكرخ والأطراف قوادا وجندا ، وقصدوا مدينة أبي جعفر فأحاط بها وبقصر زبيدة وقصر الخلد ورمى ، فخرج محمد بأمه وولده مما كان يصل إليه من حجارة المنجنيق إلى مدينة أبي جعفر ، وتفرق عنه عامة أصحابه وخصيانه وجواريه إلى السكك والطرق لا يلوي أحد منهم على أحد ، وتفرق الغوغاء والسفلة ، وأمر ببسطه ومجالسه أن تحرق فأحرقت .

التالي السابق


الخدمات العلمية