الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 50 ]

فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين .

[159] فبما رحمة أي: فبرحمة.

من الله و (ما) صلة; كقوله: فبما نقضهم ميثاقهم [ المائدة: 13].

لنت لهم سهلت أخلاقك حين خالفوك.

ولو كنت فظا جافيا.

غليظ القلب قاسيه.

لانفضوا من حولك لنفروا وتفرقوا عنك.

فاعف عنهم تجاوز عن فعلهم بأحد.

واستغفر لهم اشفع حتى أشفعك.

وشاورهم تطييبا لقلوبهم.

في الأمر أي: أمر الحرب; أي: خذ ما عندهم من الرأي فيما عرض لك فيما ليس عندك فيه وحي.

فإذا عزمت على فعل بعد المشاورة، والعزم: هو عقد المرء على شيء يريد كونه.

فتوكل على الله لا على مشاورتهم.

إن الله يحب المتوكلين فينصرهم.

التالي السابق


الخدمات العلمية