الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ثم دخلت سنة سبع ومائة

فمن الحوادث فيها غزوة معاوية بن هشام الصائفة ، وكان على جيش الشام ميمون بن مهران ، فقطعوا البحر حتى عبروا إلى قبرص وخرج معهم البعث الذي كان هشام أمر به في حجته . وغزا البر مسلمة بن عبد الملك .

وفيها: خرج عباد الرعيني باليمن ، فقتله يوسف بن عمر ، وقتل أصحابه كلهم ، وكانوا ثلاثمائة .

وفيها: وقع طاعون شديد بالشام .

وفيها: وجه بكير بن ماهان جماعة إلى خراسان يدعون إلى خلافة بني هاشم ، وكانوا قد دعوا بكير بن ماهان إلى ذلك فرضي فأنفق عليهم مالا كثيرا ، ودخل إلى محمد بن علي ، فلما أنفذ دعاته إلى خراسان وشى بهم إلى أسد بن عبد الله فقطع أيدي من ظفر به منهم وأرجلهم ، وصلبهم ، فكتب بذلك بكير إلى محمد .

وقيل: أول من قدم خراسان من دعاة بني العباس زياد أبو محمد مولى همدان في ولاية أسد بن عبد الله ، بعثه محمد بن علي بن عبد الله بن عباس ، فقال له: ادع الناس إلينا ، وانزل في اليمن وألطف مضر ، فقدم ودعا إلى بني العباس ، وذكر سيرة بني مروان وظلمهم ، وجعل يطعم الناس الطعام ، وكان في جماعة فقتلهم أسد بن عبد الله . [ ص: 118 ]

وفي هذه السنة: غزا أسد بن عبد الله جبال نمرون فصالحه الملك وأسلم على يديه ، وغزا أيضا جبال هراة . وولى بناء مدينة بلخ برمك أبا خالد بن برمك .

وفيها: حج بالناس إبراهيم بن هشام . وكان عمال الأمصار الذين ذكرناهم في السنة التي قبلها .

التالي السابق


الخدمات العلمية