الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      [ ص: 289 ] ما جاء في قسمة المواريث على غير رؤية قلت : أرأيت لو أنا ورثنا كرما ونخلا ولم ير واحد منا الكرم والنخل ، فتراضينا أنا وصاحبي على أن أعطيته الكرم وأخذت النخل ، أيجوز هذا في قول مالك ؟

                                                                                                                                                                                      قال : لا يجوز ذلك عند مالك إلا بعد الرؤية ، أو يكونان قد عرفا الصفة فيقتسمان على الصفة ، فلا بأس أن يتراضيا بعد معرفتهما بالصفة على ما أحبا من ذلك .

                                                                                                                                                                                      قلت : وكذلك لو كان أحدهما قد عرف النخل والكرم ، أو عرف صفة ذلك ولم يعرف الآخر ذلك ؟

                                                                                                                                                                                      قال : كذلك أيضا لا يجوز ; لأن الذي لم ير ولم يعرف الصفة لا يدري ما يأخذ ولا ما يعطي ، فهذا لا يجوز عند مالك إلا أن يكونا قد رأيا ذلك أو وصف لهما ، فيجوز على ما تراضيا من ذلك .

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية