الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ 7333 ] أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان ، أخبرنا أحمد بن عبيد ، حدثنا ابن ناجية ، حدثنا محمد بن عبد الله بن بزيع ، حدثنا بشر بن المفضل ، حدثنا قرة بن خالد ، عن أبي [ ص: 168 ] جمرة ، عن ابن عباس ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لأشج بن عبد القيس : " إن فيك خصلتين يحبهما الله : الحياء والأناة " .

رواه الحجبي ، عن بشر ، وقال في الحديث : " الحلم والأناة " .

قال الحليمي : ويشبه أن يكون حقيقة الحياء خوف الذم ، والتوقي من الاستكثار وقالة السوء ؛ لأن من استحيا فإنما يترك لأجل استحيائه ما يوجب فعله له ذما ، أو ما يرى أنه يجلب عليه ، سواء كان الذم لقبح الفعل في نفسه أو لمخالفته عادة الناس في مثله ، أو لأن المتوقع من فاعله كان خلافه ، فأما خوف العقوبة بإسلام البدن دون ثلب العرض فلا يسمى حياء ، وإنما يسمى خضوعا واستسلاما ونحو ذلك .

قال : والحياء اسم جامع يدخل فيه الاستحياء من الله عز وجل ؛ لأن ذمه فوق كل ذم ، ومدحه فوق كل مدح ، والمذموم بالحقيقة من ذمه ربه ، والمحمود من حمده ربه ، وذكر ما .

التالي السابق


الخدمات العلمية