الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
" فصل في ستر العورة "

قال : ويدخل في جملة الحياء من الله عز وجل ، ثم من الناس ستر العورة ؛ لأن الشريعة كما جاءت بالأمر بستر العورة ، فكذلك الناس بحكم طباعهم يعدون كشفها سقاطة ، وسفاهة وخلاعة .

[ ص: 187 ] [ 7362 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرنا أبو بكر أحمد بن سلمان الفقيه ، قال : قرئ على [ ص: 188 ] محمد بن مسلمة الواسطي وأنا أسمع : حدثنا يزيد بن هارون ، أخبرنا بهز بن حكيم بن معاوية القشيري - ح

قال : وأخبرنا أحمد بن سلمان ، حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى القاضي ، حدثنا أبو معمر المنقري ، حدثنا عبد الوارث ، حدثنا بهز بن حكيم ، حدثني أبي ، عن جدي ، قال : قلت : يا رسول الله ، [ عوراتنا ما نأتي منها وما نذر ؟ قال : " احفظ عورتك إلا من زوجتك وما ملكت يمينك " قلت : يا رسول الله ، إذا كان القوم بعضهم في بعض ؟ قال : " إن استطعت أن لا يرينها أحد فلا يرينها " ، قال : قلت : يا رسول الله ، إذا كان أحدنا خاليا ؟ قال : " فالله أحق أن يستحيا منه من الناس " . ووضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على فرجه .

قال الإمام أحمد : لفظ حديث عبد الوارث بن سعيد .

قوله : " والله سبحانه أحق أن يستحيا منه " أي يتحمل على عينه بالتستر لئلا يرى العبد ناظرا إلى عورة نفسه ، لا لئلا يرى عورة عبده ، فإن الاحتجاب عن الله غير ممكن ، ولكنه يرى المكشوف مكشوفا ، قد ترك أدبه من التستر فيه ، ويرى المستور مستورا أقام أدبه من التستر فيه ، فصح الاستحياء منه باللبس والستر فيه ، وبالله التوفيق .

[ ص: 189 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية