الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ 7183 ] أخبرنا أبو محمد بن يوسف الأصبهاني ، أخبرنا أبو سعيد بن الأعرابي ، حدثنا [ ص: 72 ] سعدان بن نصر ، حدثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن عمارة ، عن الربيع بن عميلة ، حدثنا عبد الله ، حدثنا ما سمعنا حديثا هو أحسن منه إلا كتاب الله عز وجل ، ورواية عن النبي صلى الله عليه وسلم : قال : إن بني إسرائيل لما طال عليهم الأمد وقست قلوبهم اخترعوا كتابا من عند أنفسهم ، استهوته قلوبهم ، واستحلته ألسنتهم ، وكان الحق يحول بينهم وبين كثير من شهواتهم ، حتى نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون ، فقال : اعرضوا هذا الكتاب على بني إسرائيل ، فإن تابعوكم عليه فاتركوهم ، وإن خالفوكم فاقتلوهم ، قال : لا ، بل ابعثوا إلى فلان رجل من علمائهم ، فإن تابعكم فلن يختلف عليكم بعده أحد ، فأرسلوا إليه فدعوه ، فأخذ ورقة فكتب فيها كتاب الله ، ثم أدخلها في قرن ثم علقها في عنقه ، ثم لبس عليها الثياب ، ثم أتاهم فعرضوا عليه الكتاب ، فقالوا : أتؤمن بهذا ؟ فأشار إلى صدره يعني الكتاب الذي في القرن ، فقال : آمنت بهذا ، وما لي لا أومن بهذا ؟ فخلوا سبيله ، قال : وكان له أصحاب يغشونه ، فلما حضرته الوفاة أتوه ، فلما نزعوا ثيابه وجدوا القرن في جوفه الكتاب ، فقالوا : ألا ترون إلى قوله : آمنت بهذا ، وما لي لا أومن بهذا ؟ فإنما عنى هذا بهذا الكتاب الذي في القرن ، قال : فاختلفت بنو إسرائيل على بضع وسبعين فرقة ، خير مللهم أصحاب ذي القرن " .

قال عبد الله : وإن من بقي منكم سيرى منكرا ، وبحسب امرئ يرى منكرا لا يستطيع أن يغيره أن يعلم الله من قلبه أنه له كاره .


التالي السابق


الخدمات العلمية