الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ 7558 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرني أبو بكر بن عبد الله ، أخبرنا الحسن بن [ ص: 319 ] سفيان ، حدثنا قتيبة بن سعيد ، حدثنا حاتم بن إسماعيل ، عن معاوية بن أبي مزرد ، مولى بني هاشم ، حدثني أبو الحباب سعيد بن يسار ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله عز وجل خلق الخلق حتى إذا فرغ منهم قامت الرحم ، فأخذت بحقو الرحمن ، فقال : مه ، فقالت : هذا مكان العائذ من القطيعة ؟ قال : نعم ، أما ترضين أن أصل من وصلك ، وأقطع من قطعك ؟ قالت : بلى ، قال : فذلك لك " ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اقرؤوا إن شئتم " .

( فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم أولئك الذين لعنهم الله ، فأصمهم وأعمى أبصارهم أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها )
.

رواه البخاري ، عن إبراهيم بن حمزة ، عن حاتم .

ورواه مسلم ، عن قتيبة .

قوله : " فأخذت بحقو الرحمن " معناه : استجارت بالله ، واعتصمت به ، كما تقول [ ص: 320 ] العرب : تعلقت بظل جناحه ، أي اعتصمت به ، وقيل : الحقو : الإزار ، وإزار الله عز جل عزه ، ومعناه أنه موصوف بالعز ، فاستعاذت الرحم بعز الله من القطيعة ، ولاذت به ، وقيل : معناه : العرش .

فقد روي في هذا الخبر أنه قال : الرحم معلقة بالعرش .

التالي السابق


الخدمات العلمية