الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                            صفحة جزء
                                                            25 - باب حرم مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم

                                                            1593 - أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ ، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حدثنا أحمد بن عبد الجبار ، حدثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن إبراهيم التيمي ، عن أبيه ، قال : خطبنا علي ( رضي الله عنه ) ، فقال : من زعم أن عندنا شيئا نقرؤه [إلا ] كتاب الله وهذه الصحيفة - قال : صحيفة معلقة في سيفه فيها أسنان الإبل وشيء من الجراحات - فقد كذب . وفيها : قال رسول [ ص: 168 ] الله صلى الله عليه وسلم " المدينة حرام ما بين عير إلى ثور ، فمن أحدث فيها [حدثا ] أو آوى محدثا ، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفا ولا عدلا ، ومن ادعى إلى غير أبيه أو انتمى إلى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، لا يقبل الله ( عز وجل ) منه صرفا ولا عدلا ، وذمة المسلمين واحدة يسعى بها أدناهم فمن أخفر مسلما فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه عدلا ولا صرفا " .

                                                            1594 - ورواه أبو حسان الأعرج ، عن علي في قصة حرم المدينة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لا يختلى خلاها ولا ينفر صيدها ولا تلتقط لقطتها إلا لمن أشاد بها ولا يصلح لرجل أن يحمل فيها السلاح لقتال ، ولا يصلح أن يقطع منها شجرة إلا أن يعلف رجل بعيره " .

                                                            1595 - أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان ، أخبرنا أحمد بن عبيد ، حدثنا تمتام ، حدثنا هدبة ، حدثنا همام ، حدثنا قتادة ، عن علي . . ، فذكره .

                                                            وروينا في حرم المدينة ، عن أبي هريرة ، وعبد الله بن زيد المازني ، وأنس بن مالك ، ورافع بن خديج ، وأبي سعيد الخدري ، وسهل بن حنيف ، وجابر بن عبد الله ، وعبادة الزرقي ، وعبد الرحمن بن عوف ، وأبي أيوب الأنصاري ، وزيد بن [ ص: 169 ] ثابت ، وسعد بن أبي وقاص ، كلهم عن النبي صلى الله عليه وسلم .

                                                            1595 - وفي حديث سعد من الزيادة أنه " استلب عبدا يقطع شجرا وقال : معاذ الله أن أرد شيئا نفلنيه رسول الله صلى الله عليه وسلم " .

                                                            1595 - وفي حديث عبد الله بن زيد ، وأنس بن مالك ، ورافع بن خديج : " إن إبراهيم ( عليه السلام ) حرم مكة وإني حرمت المدينة كما حرم إبراهيم مكة " . وقال بعضهم : " ما بين لابتيها " .

                                                            1596 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حدثنا الحسن بن علي بن عفان العامري ، حدثنا أبو أسامة ، عن الوليد بن كثير ، حدثني سعيد بن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري أن عبد الرحمن حدثه ، عن أبيه أبي سعيد الخدري أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " إني حرمت ما بين لابتي المدينة كما حرم إبراهيم مكة " قال : وكان أبو سعيد يجد في يدي أحدنا الطير فيأخذه ويفكه من يده ، ثم يرسله .

                                                            1597 - قلت : وهذا في طير يؤخذ من حرم المدينة أو حرم مكة . أما إذا صاد صيدا حلالا في الحل ، ثم أدخله المدينة أو مكة فقد كانوا يفعلون ذلك . قال هشام بن عروة : وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقدمون فيرونها في الأقفاص .

                                                            1598 - وأخبرنا أبو علي الروذباري ، أخبرنا أبو بكر محمد بن محمويه ، حدثنا جعفر بن محمد ، حدثنا آدم ، حدثنا شعبة ، حدثنا أبو التياح ، قال : سمعت أنس بن مالك يقول : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخالطنا حتى يقول لأخ لي صغير : " يا أبا عمير ! ما فعل النغير ؟ " يعني طائرا له .

                                                            1599 - ورواه حميد ، عن أنس وزاد فيه : فمات نغره ؛ فقال ذلك .

                                                            [ ص: 170 ]

                                                            التالي السابق


                                                            الخدمات العلمية