الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                        معلومات الكتاب

                                                                                        المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية

                                                                                        ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني

                                                                                        صفحة جزء
                                                                                        [ ص: 15 ] 18 - كتاب الحدود [تتمة]

                                                                                        9 - باب الانتباذ في الأسقية ، وأصل ذلك

                                                                                        1842 \ 1 - قال الطيالسي : حدثنا عيينة ، أخبرني أبي - هو عبد الرحمن بن جوشن - قال : كان أبو بكرة رضي الله عنه ، ينبذ له في جر ، فقدم أبو برزة رضي الله عنه من غيبة كان غابها ، فنزل بمنزل أبي بكرة رضي الله عنه قبل أن يأتي منزله ، فوقف على امرأة ، يقال لها مية ، فسألها عن أبي بكرة رضي الله عنه وعن حاله ، ونظر فأبصر الجرة التي [ ص: 16 ] فيها النبيذ ، فقال : ما هذه الجرة ؟ فقالت : ننبذ لأبي بكرة رضي الله عنه ، فقال : وددت لو أنك جعلتيه في سقاء ، ثم خرج فأمرت المرأة بالنبيذ فحول في سقاء ، ثم علقته ، فجاء أبو بكرة رضي الله عنه ، فأخبرته عن أبي برزة رضي الله عنه وعن قدومه ، ثم أبصر السقاء ، فقال : ما أنا بالشارب منه ، لئن جعلت العسل في جر ليحرمن علي ، ولئن جعلت الخمر في سقاء ليحلن لي ... ؟ إنا قد عرفنا الذي قد نهينا عنه : نهينا عن الدباء والنقير والحنتم والمزفت ، فأما الدباء فإنا كنا معشر ثقيف بالطائف ، نأخذ الدباء فنخرط فيها عناقيد العنب ، ثم ندفنها ثم نتركها حتى تهدر ، ثم تموت ، وأما النقير فإن أهل اليمامة كانوا ينقرون أصل النخلة ، فيشدخون فيها الرطب والبسر ، ثم يدعونه حتى يهدر ثم يموت ، [ ص: 17 ] وأما الحنتم فجرار كانت تحمل إلينا فيها الخمر ، وأما المزفت فهذه الأوعية التي فيها الزفت .

                                                                                        1842 \ 2 - وقال مسدد : حدثنا إسماعيل .

                                                                                        1842 \ 3 - وقال أحمد بن منيع : حدثنا يزيد ، قالا : أنا عيينة بن عبد الرحمن به .

                                                                                        1842 \ 4 - وقال البزار : حدثنا يحيى بن حكيم ، ثنا ابن أبي عدي ، عن عيينة ، به .

                                                                                        [ ص: 18 ]

                                                                                        التالي السابق


                                                                                        الخدمات العلمية