الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                        صفحة جزء
                                                                                        [ ص: 472 ] 44 - باب الحرس

                                                                                        2043 - قال إسحاق : أخبرنا يزيد بن هارون ، أنا العوام بن حوشب ، حدثني شيخ كان مرابطا بالساحل ، قال : خرجت ليلة محرسي لم يخرج أحد ممن كان عليه الحرس غيري ، فأتيت البناء فصعدت عليه ، والبناء موضع الحرس ، فجعل يخيل إلي أن البحر مشرف حتى يحاذي برؤوس الجبال ، ففعل ذلك مرارا وأنا مستيقظ ، ثم نمت فرأيت في النوم كأن معي راية ، وكان أهل المدينة يمشون خلفي وأنا أمامهم ، فلما أصبحت رجعت إلى المدينة فلقيت أمير الجيش وأبا صالح مولى عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، فكانا أول من خرج من [ ص: 473 ] المدينة ، فقالا لي : أين الناس ؟ فقلت : رجعوا قبلي . فقالا : لم لا تصدقنا ، نحن أول من خرج من المدينة . قال : فأخبرتهما أنه لم يخرج أحد غيري . قال أبو صالح : فما رأيت ؟ فقلت : والله لقد خيل إلي فيما رأيت أن البحر يشرف حتى يحاذي برؤوس الجبال . قال أبو صالح : صدقت ، حدثنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ما من ليلة إلا والبحر يشرف ثلاث مرات على أهل الأرض ، يستأذن الله تعالى أن ينقضي عليهم - يعني يتدفق - فيكفه الله تعالى قلت : ورأيت أيضا في النوم كأن معي الراية ، وأن أهل المدينة يمشون معي وأنا أمامهم . فقال أبو صالح : لأن صدقت رؤياك لتفوزن بأجر هذه المدينة الليلة . قال : وكان أبو صالح يباعد إلي قبل ذلك ، فكأنه اطمأن إلي فجعل يحدثني وقال : [ ص: 474 ] أوصانا عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن نشترك ثلاثة : فرجل يبيع علينا ، ورجل يغزو ، ورجل يجلب علينا ، فهذه نوبتي ، فأنا الآن قافل إلى المدينة .

                                                                                        قلت : روى أحمد المرفوع منه فقط عن يزيد .

                                                                                        [ ص: 475 ]

                                                                                        التالي السابق


                                                                                        الخدمات العلمية