الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                        معلومات الكتاب

                                                                                        المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية

                                                                                        ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني

                                                                                        صفحة جزء
                                                                                        [ ص: 637 ] 10 - باب تأديب الأمير عامله إذا احتجب عن الرعية أو ترفع عليهم

                                                                                        2121 \ 1 - قال إسحاق : أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم ، ثنا أبو حيان التميمي ، عن عباية بن رافع بن خديج ، قال : بلغ عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن سعدا اتخذ بابا ، ثم قال : انقطع الصويت . فبعث إلى محمد بن مسلمة رضي الله عنه ، فأتاه فقال : انطلق إلى سعد فأحرق بابه ، ثم خذ بيده وأخرجه إلى الناس وقل : هاهنا فاقعد للناس . قال : فبعث محمد غلامه مكانه إلى منزله فأمره أن يأتيه براحلتين ، وزاد عند أهله ، وانطلق يمشي قبل الكوفة حتى قدم جبانة الكوفة ، فرأى نبطيا يدخل الكوفة بقصب على حمار يبيعه ، فابتاعه منه وشرط عليه أن يلقيه عند باب الأمير ، فجاء حتى ألقى قصبه عند باب الأمير ، فأورى زنده ، فأتى سعد فقيل : إن هاهنا رجلا أسود طويلا عظيما بين إزار ورداء عليه عمامة خز [ ص: 638 ] قانية على غير قلنسية ، فقال : ذاك محمد بن مسلمة ، دعوه يبلغ حاجته لا يعرض له إنسان بشيء . فأحرق الباب حتى صار فحما ، ثم خرج إليه سعد ، فسأله وحلف بالله ما تكلم بالكلمة التي بلغت أمير المؤمنين ، ولقد بلغه كاذب . قال : فعرض عليه المنزل ليدخل ، فأبى ، وانصرف مكانه راجعا ، قال : فأتبعه سعد بزاده ، فرده مع رسوله وقال : ارجع بطعامك إلى صاحبك ، فإن له عيالا وإن معنا فضلة من زادنا . قال : فسار فأرملا أياما ، فكان أول ما أدركنا من الإنس امرأة في غنم ، فقام محمد بن مسلمة يصلي ، وانطلق الغلام حتى بايع صاحبة الغنم بشاة صغيرة من غنمها بعصابة كانت عليه ، قال : فصرعها يريد أن يذبحها ، ومحمد قائم يصلي فأشار إليه أن لا يذبحها ، فلما فرغ قال : ما هذه الشاة ؟ فإن كان في الغنم صاحبها ، فبايعه أو سلم بيع الأمة فأقبل بها ، وإن كانت إنما هي رعية فردها ، فإن الجوع خير من مأكل السوء . قال : ثم سار حتى قدم على عمر بن الخطاب رضي الله عنه فأخبره بالذي كان ، وبما أتبعه سعد ، فرده مع رسوله . فقال عمر رضي الله عنه : وما منعك أن تقبل منه ؟

                                                                                        [ ص: 639 ] قلت : رجاله ثقات لكن فيه انقطاعا .

                                                                                        2121 \ 2 - وقال مسدد : حدثنا يحيى ، عن أبي حيان ، قال : سمعت عباية بن رفاعة يقول : بلغ أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن سعدا رضي الله عنه اتخذ بابا ثم قال : انقطع الصوت فأرسل إليه عمر رضي الله عنه فحرقه ، ثم أخذ محمد بن مسلمة رضي الله عنه بيده فأخرجه وقال : هاهنا اجلس للناس . فاعتذر إليه سعد رضي الله عنه ، وحلف له ما تكلمت الكلمة التي بلغت أمير المؤمنين .

                                                                                        [ ص: 640 ] [ ص: 641 ]

                                                                                        التالي السابق


                                                                                        الخدمات العلمية