الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                        معلومات الكتاب

                                                                                        المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية

                                                                                        ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني

                                                                                        صفحة جزء
                                                                                        2099 \ 1 - وقال أبو بكر : حدثنا ابن نمير ، ثنا فضيل بن غزوان ، عن محمد الراسبي ، عن بشر بن عاصم ، قال : كتب إليه عمر رضي الله عنه عن عهده ، فقال : لا حاجة لي فيه ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن الولاة يجاء بهم يوم القيامة فيقفون على جسر جهنم ، فمن كان مطاوعا لله يناوله الله بيمينه حتى ينجيه ومن كان عاصيا لله انخرق به الجسر إلى واد من نار يتلهب التهابا قال : فأرسل عمر رضي الله عنه إلى أبي ذر وإلى سلمان رضي الله عنهما فقال لأبي ذر رضي الله عنه : أنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : نعم والله ، وبعد الوادي واد آخر من نار . قال : وسأل سلمان رضي الله عنه فكره أن يخبره بشيء ، فقال عمر رضي الله عنه : من يأخذها بما فيها ؟ فقال أبو ذر رضي الله عنه : من سلب الله عينه وأنفه وأصدع خده إلى الأرض .

                                                                                        2099 \ 2 - وقال الحسن بن سفيان : ثنا أبو بكر ، به .

                                                                                        2099 \ 3 - وقال أحمد بن منيع : حدثنا سريج بن النعمان ، ثنا حشرج بن [ ص: 591 ] نباتة ، عن هشام بن حبيب ، عن بشر بن عاصم ، عن أبيه قال : بعث إليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن يستعين به ، على بعض الصدقة ، فأبى أن يعمل له فقال : لم ؟ قال : لأني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إذا كان يوم القيامة أتي بالوالي فقذف على جسر جهنم ، فيأمر الله تعالى الجسر ، فينهض به انتهاضة يزول عنه كل عظم منه عن مكانه ، ثم يأمر الله تعالى العظام فترجع إلى مكانها ، فإن كان لله مطيعا أخذ بيده وأعطاه كفلين من رحمته ، وإن كان لله عاصيا خرق به الجسر فهوى في جهنم سبعين عاما ، فقال عمر له رضي الله عنه : سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم نسمع ، وكان سلمان وأبو ذر رضي الله عنهما جالسين ، فقال سلمان رضي الله عنه : نعم والله يا عمر ، مع السبعين سبعين خريفا في واد من نار يلتهب التهابا . فقال عمر رضي الله عنه بيده على جبهته : إنا لله وإنا إليه راجعون ، من يأخذها بما فيها ؟ فقال : من سلب الله أنفه وألصق خده بالأرض .

                                                                                        2099 \ 4 - وقال عبد : حدثنا حجاج بن منهال ، ثنا حماد بن سلمة ، أنا عبد الله بن العيزار ، عن رجل من أهل الشام قال : إن عمر رضي الله [ ص: 592 ] عنه ، أراد أن يستعمل بشر بن عاصم ، فقال : لا أعمل لك . قال : لم ؟ قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : يؤتى بالوالي فيوقف على الصراط فيهتز به حتى يزول كل عضو منه عن مكانه ، فإن كان عدلا مضى ، وإن كان جائرا هوى في النار سبعين خريفا . فدخل عمر رضي الله عنه المسجد وهو منتقع اللون ، فقال له أبو ذر رضي الله عنه : ما شأنك يا أمير المؤمنين ؟ قال : حديث حدثنيه بشر بن عاصم . قال : وما هو ؟ فحدثه به . فقال أبو ذر رضي الله عنه : نعم لقد سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقال عمر رضي الله عنه : فمن يرغب في العمل بعد هذا ؟ فقال أبو ذر رضي الله عنه : من أسلب الله تعالى أنفه وأصدع خده .

                                                                                        قال ابن منده : قول من قال فيه : عن بشر بن عاصم ، عن أبيه وهم لا يصح .

                                                                                        وقد رواه سويد بن عبد العزيز ، عن أبي وائل ، عن بشر بن عاصم ، كذلك أخرجه الطبراني وغيره . ورواه عطاء ، عن عبد الله بن سفيان ، عن بشر بن عاصم ، أخرجه ابن منده من طريقه .

                                                                                        فهذه أسانيد يقوي بعضها بعضا .

                                                                                        [ ص: 593 ] [ ص: 594 ] [ ص: 595 ]

                                                                                        التالي السابق


                                                                                        الخدمات العلمية