الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                        معلومات الكتاب

                                                                                        المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية

                                                                                        ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني

                                                                                        صفحة جزء
                                                                                        [ ص: 488 ] 48 - باب العطاء والحكم فيما فضل منه

                                                                                        2051 \ 1 - قال الحميدي : حدثنا سفيان ، ثنا عاصم بن كليب ، أخبرني أبي أنه ، سمع ابن عباس ، رضي الله عنهما يقول : كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذا صلى صلاة جلس للناس لمن كانت له حاجة ، فإن لم يكن لأحد حاجة قام فدخل . قال : فصلى صلوات لا يجلس للناس فيهن ، قال ابن عباس رضي الله عنهما : فحضرت الباب ، فقلت : يا يرفأ ، أبأمير المؤمنين شكاة ؟ قال : ما بأمير المؤمنين من شكوى ، فجلست فجاء عثمان بن عفان رضي الله عنه فجلس فخرج يرفأ ، فقال : قم يا ابن عفان ، قم يا ابن عباس . فدخلا على عمر رضي الله عنه ، فإذا بين يديه صبر من مال ، على كل صبرة منها كتف ، فقال عمر [ ص: 489 ] رضي الله عنه : إني نظرت في أهل المدينة ، فوجدتكما من أكثر أهلها عشيرة ، فخذا هذا المال ، فاقسماه ، فما كان من فضل فردا . قال : فأما عثمان رضي الله عنه فحثا ، وأما أنا فجثوت على ركبتي فقلت : وإن كان نقصانا رددت علينا ؟ فقال : شنشنة من أخشن ، يعني حجرا من جبل ، أما كان هذا عند الله إذ محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه يأكلون القد ؟ فقلت : بلى والله لقد كان هذا عند الله عز وجل ومحمد صلى الله عليه وسلم حي ، ولو عليه فتح لصنع فيه غير الذي تصنع . فغضب عمر رضي الله عنه وقال : أخبرني صنع ماذا ؟ قلت : إذا لأكل وأطعمنا . قال : فنشج عمر رضي الله عنه حتى اختلفت أضلاعه ، ثم قال : وددت أني خرجت منها كفافا لا لي ولا علي .

                                                                                        2051 \ 2 - وقال ابن أبي عمر : حدثنا سفيان بهذا .

                                                                                        ( 90 ) وسيأتي إن شاء الله تعالى في فضل عمر بن الخطاب رضي الله عنه أشياء من هذا .

                                                                                        [ ص: 490 ]

                                                                                        التالي السابق


                                                                                        الخدمات العلمية