الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                        معلومات الكتاب

                                                                                        المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية

                                                                                        ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني

                                                                                        صفحة جزء
                                                                                        [ ص: 526 ] 56 - باب قسم الفيء لمن هاجر ولمن وقع ذلك ببلده

                                                                                        2069 - قال مسدد : حدثنا يحيى ، عن عبد الحميد بن جعفر ، حدثني يزيد بن أبي حبيب ، عن سفيان بن وهب الخولاني ، قال : شهدت عمر بن الخطاب رضي الله عنه بالجابية ، فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال : أما بعد فإن هذا الفيء أفاءه الله عليكم ، الرفيع فيه والوضيع بمنزلة ، ليس بأحد أحق به من أحد ، إلا ما كان من هذين الحيين : لخم وجذام ، فإني غير قاسم لهم شيئا ، فقام رجل من لخم فقال : يا ابن الخطاب ، أنشدك الله في العدل . فقال : إنما يريد ابن الخطاب العدل والسوية ، والله إني لأعلم لو كانت الهجرة بصنعاء ما خرج إليها من لخم وجذام إلا القليل ، فلا أجعل من تكلف السفر وابتاع الظهر قوم ، إنما قاتلوا في ديارهم . فقام أبو حديرج فقال : يا أمير المؤمنين ، إن كان الله تعالى ساق إلينا الهجرة في ديارنا فنصرناها وصدقناها ، فذاك الذي يذهب [ ص: 527 ] حقنا في الإسلام ؟ فقال عمر رضي الله عنه : والله لأقسمن ثلاث مرات ، ثم قسم بين الناس ، فأصاب كل رجل نصف دينار ، وإذا كانت معه امرأته أعطاه دينارا ، وإذا كان جده أعطاه نصف دينار .

                                                                                        [ ص: 528 ]

                                                                                        التالي السابق


                                                                                        الخدمات العلمية