الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( أرن ) ( س ) في حديث الذبيحة : " أرن وأعجل ما أنهر الدم " هذه اللفظة قد اختلف في صيغتها ومعناها . قال الخطابي : هذا حرف طال ما استثبت فيه الرواة وسألت عنه أهل العلم باللغة ، فلم أجد عند واحد منهم شيئا يقطع بصحته . وقد طلبت له مخرجا فرأيته يتجه لوجوه : أحدها أن يكون من قولهم أران القوم فهم مرينون إذا هلكت مواشيهم ، فيكون معناه : أهلكها ذبحا وأزهق نفسها بكل ما أنهر الدم غير السن والظفر ، على ما رواه أبو داود في السنن بفتح الهمزة وكسر الراء وسكون النون . والثاني أن يكون إئرن بوزن إعرن ، من أرن يأرن إذا نشط وخف ، يقول خف وأعجل لئلا تقتلها خنقا ، وذلك أن غير الحديد لا يمور في الذكاة موره . والثالث أن يكون بمعنى أدم الحز ولا تفتر ، من قولك رنوت النظر إلى الشيء إذا أدمته ، أو يكون أراد أدم النظر إليه وراعه ببصرك لئلا تزل عن المذبح ، وتكون الكلمة بكسر الهمزة والنون وسكون الراء ، بوزن إرم . وقال الزمخشري : كل من علاك وغلبك فقد ران بك . ورين بفلان : ذهب به الموت . وأران القوم إذا رين بمواشيهم : أي هلكت ، وصاروا ذوي رين في مواشيهم ، فمعنى إرن أي صر ذا رين في ذبيحتك . ويجوز أن يكون أران تعدية ران : أي أزهق نفسها .

                                                          ( هـ ) ومنه حديث الشعبي : " اجتمع جوار فأرن " أي نشطن ، من الأرن : النشاط .

                                                          ( هـ ) وفي حديث استسقاء عمر : " حتى رأيت الأرينة تأكلها صغار الإبل " الأرينة : نبت معروف يشبه الخطمي . وأكثر المحدثين يرويه الأرنبة واحدة الأرانب .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية