الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( تبع ) ( س ) في حديث الزكاة : في كل ثلاثين تبيع التبيع ولد البقرة أول سنة . وبقرة متبع : معها ولدها .

                                                          ( هـ ) ومنه الحديث : " إن فلانا اشترى معدنا بمائة شاة متبع " أي يتبعها أولادها .

                                                          ومنه حديث الحديبية : " وكنت تبيعا لطلحة بن عبيد الله " أي خادما . والتبيع الذي يتبعك بحق يطالبك به .

                                                          ( ه س ) ومنه حديث الحوالة : إذا أتبع أحدكم على مليء فليتبع أي إذا أحيل على قادر فليحتل . قال الخطابي : أصحاب الحديث يروونه اتبع بتشديد التاء ، وصوابه بسكون التاء بوزن أكرم ، وليس هذا أمرا على الوجوب ، وإنما هو على الرفق والأدب والإباحة .

                                                          ( هـ ) وحديث قيس بن عاصم : قال يا رسول الله ما المال الذي ليس فيه تبعة من طالب ولا ضيف ؟ قال : نعم المال أربعون ، والكثير ستون . يريد بالتبعة ما يتبع المال من نوائب الحقوق وهو من تبعت الرجل بحقي .

                                                          ( هـ ) وفي حديث الأشعري : " اتبعوا القرآن ولا يتبعنكم " أي اجعلوه أمامكم ثم اتلوه ، وأراد : لا تدعوا تلاوته والعمل به فتكونوا قد جعلتموه وراءكم . وقيل معناه لا يطلبنكم لتضييعكم إياه كما يطلب الرجل صاحبه بالتبعة .

                                                          ( هـ ) وفي حديث ابن عباس : " بينا أنا أقرأ آية في سكة من سكك المدينة ، إذ سمعت صوتا من [ ص: 180 ] خلفي : أتبع يا ابن عباس ، فالتفت فإذا عمر ، فقلت أتبعك على أبي بن كعب " أي أسند قراءتك ممن أخذتها ، وأحل على من سمعتها منه .

                                                          * وفي حديث الدعاء : " تابع بيننا وبينهم على الخيرات " أي اجعلنا نتبعهم على ما هم عليه .

                                                          ( هـ ) ومنه حديث أبي واقد : " تابعنا الأعمال فلم نجد فيها أبلغ من الزهد " أي عرفناها وأحكمناها . يقال للرجل إذا أتقن الشيء وأحكمه : قد تابع عمله .

                                                          ( س ) وفيه : لا تسبوا تبعا فإنه أول من كسا الكعبة تبع ملك في الزمان الأول ، قيل اسمه أسعد أبو كرب ، والتبابعة : ملوك اليمن . قيل كان لا يسمى تبعا حتى يملك حضرموت وسبأ وحمير .

                                                          ( س ) وفيه : " أول خبر قدم المدينة - يعني من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم - امرأة كان لها تابع من الجن " التابع هاهنا جني يتبع المرأة يحبها . والتابعة جنية تتبع الرجل تحبه .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية