الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( أرا ) ( هـ ) فيه : " أنه دعا لامرأة كانت تفرك زوجها ، فقال : اللهم أر بينهما " أي ألف وأثبت الود بينهما ، من قولهم : الدابة تأري الدابة إذا انضمت إليها وألفت معها معلفا واحدا . وآريتها أنا . ورواه ابن الأنباري : " اللهم أر كل واحد منهما صاحبه " أي احبس كل واحد منهما على صاحبه حتى لا ينصرف قلبه إلى غيره ، من قولهم تأريت في المكان إذا احتبست فيه ، وبه سميت الآخية آريا لأنها تمنع الدواب عن الانفلات . وسمي المعلف أريا مجازا ، والصواب في هذه الرواية أن يقال : " اللهم أر كل واحد منهما على صاحبه " فإن صحت الرواية بحذف على فيكون كقولهم تعلقت بفلان ، وتعلقت فلانا .

                                                          * ومنه حديث أبي بكر : " أنه دفع إليه سيفا ليقتل به رجلا فاستثبته ، فقال أر " أي مكن [ ص: 43 ] وثبت يدي من السيف . وروي أر مخففة ، من الرؤية ، كأنه يقول أرني بمعنى أعطني .

                                                          ( هـ ) وفي الحديث : " أنه أهدي له أروى وهو محرم فردها " الأروى جمع كثرة للأروية ، وتجمع على أراوي ، وهي الأيايل . وقيل غنم الجبل .

                                                          ( هـ ) ومنه حديث عون أنه ذكر رجلا تكلم فأسقط فقال : " جمع بين الأروى والنعام " يريد أنه جمع بين كلمتين متناقضتين ، لأن الأروى تسكن شعف الجبال ، والنعام تسكن الفيافي . وفي المثل : لا تجمع بين الأروى والنعام .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية