الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ ص: 371 ] ( حرق ) ( هـ ) فيه : ضالة المؤمن حرق النار حرق النار بالتحريك : لهبها وقد يسكن : أي إن ضالة المؤمن إذا أخذها إنسان ليتملكها أدته إلى النار .

                                                          ( هـ ) ومنه الحديث : الحرق والغرق والشرق شهادة .

                                                          * ومنه الحديث الآخر : الحرق شهيد بكسر الراء وفي رواية : الحريق هو الذي يقع في حرق النار فيلتهب .

                                                          ( هـ ) وفي حديث المظاهر : احترقت أي هلكت . والإحراق : الإهلاك ، وهو من إحراق النار .

                                                          * ومنه حديث المجامع في نهار رمضان أيضا : احترقت شبها ما وقعا فيه من الجماع في المظاهرة والصوم بالهلاك .

                                                          ( س ) ومنه الحديث : أوحي إلي أن أحرق قريشا أي أهلكهم .

                                                          * وحديث قتال أهل الردة : فلم يزل يحرق أعضاءهم حتى أدخلهم من الباب الذي خرجوا منه .

                                                          ( هـ ) وفيه : أنه نهى عن حرق النواة هو بردها بالمبرد . يقال حرقه بالمحرق . أي برده به .

                                                          * ومنه القراءة : لنحرقنه ثم لننسفنه في اليم نسفا ويجوز أن يكون أراد إحراقها بالنار ، وإنما نهى عنه إكراما للنخلة ، ولأن النوى قوت الدواجن .

                                                          ( هـ ) وفيه : شرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الماء المحرق من الخاصرة الماء المحرق : هو المغلي بالحرق وهو النار ، يريد أنه شربه من وجع الخاصرة .

                                                          * وفي حديث علي - رضي الله عنه - : " خير النساء الحارقة " وفي رواية : " كذبتكم الحارقة " هي المرأة الضيقة الفرج . وقيل : هي التي تغلبها الشهوة حتى تحرق أنيابها بعضها على بعض : أي تحكها . يقول عليكم بها .

                                                          [ ص: 372 ] * ومنه حديثه الآخر : " وجدتها حارقة طارقة فائقة " .

                                                          * ومنه الحديث : " يحرقون أنيابهم غيظا وحنقا " أي يحكون بعضها على بعض .

                                                          [ هـ ] وفي حديث الفتح : دخل مكة وعليه عمامة سوداء حرقانية هكذا يروى . وجاء تفسيرها في الحديث : أنها السوداء ، ولا يدرى ما أصله . وقال الزمخشري : الحرقانية هي التي على لون ما أحرقته النار ، كأنها منسوبة - بزيادة الألف والنون - إلى الحرق بفتح الحاء والراء . وقال : يقال الحرق بالنار والحرق معا . والحرق من الدق الذي يعرض للثوب عند دقه ، محرك لا غير .

                                                          * ومنه حديث عمر بن عبد العزيز - رضي الله عنه - : " أراد أن يستبدل بعماله لما رأى من إبطائهم في تنفيذ أمره فقال : أما عدي بن أرطاة فإنما غرني بعمامته الحرقانية السوداء " .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية