الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( أوى ) فيه : " كان عليه السلام يخوي في سجوده حتى كنا نأوي له " .

                                                          ( هـ ) وفي حديث آخر : " كان يصلي حتى كنت آوي له " أي أرق له وأرثي .

                                                          ( س ) ومنه حديث المغيرة : " لا تأوي من قلة " أي لا ترحم زوجها ولا ترق له عند الإعدام . وقد تكرر في الحديث .

                                                          ( هـ ) وفي حديث البيعة : أنه قال للأنصار : أبايعكم على أن تأووني وتنصروني أي تضموني إليكم وتحوطوني بينكم . يقال أوى وآوى بمعنى واحد . والمقصور منهما لازم ومتعد .

                                                          ( س ) ومنه قوله : لا قطع في ثمر حتى يأويه الجرين أي يضمه البيدر ويجمعه .

                                                          ( ه س ) ومنه قوله : " لا يأوي الضالة إلا ضال " كل هذا من أوى يأوي . يقال أويت إلى المنزل وأويت غيري وآويته . وأنكر بعضهم المقصور المتعدي وقال الأزهري : هي لغة فصيحة .

                                                          ومن المقصور اللازم الحديث الآخر : أما أحدهم فأوى إلى الله أي رجع إليه .

                                                          ومن الممدود حديث الدعاء : الحمد لله الذي كفانا وآوانا أي ردنا إلى مأوى لنا ولم يجعلنا منتشرين كالبهائم . والمأوى : المنزل .

                                                          ( س ) وفي حديث وهب : " أن الله تعالى قال : إني أويت على نفسي أن أذكر من ذكرني " [ ص: 83 ] قال القتيبي : هذا غلط ، إلا أن يكون من المقلوب ، والصحيح وأيت من الوأي : الوعد ، يقول : جعلته وعدا على نفسي .

                                                          ( س ) وفي حديث الرؤيا : فاستأى لها بوزن استقى . وروى فاستاء لها بوزن استاق ، وكلاهما من المساءة ، أي ساءته . يقال استاء واستأى ، أي ساءه . وقال بعضهم : هو استالها بوزن اختارها ، فجعل اللام من الأصل ، أخذه من التأويل ، أي طلب تأويلها ، والصحيح الأول .

                                                          * وفي حديث جرير : " بين نخلة وضالة وسدرة وآءة " الآءة بوزن العاهة ، وتجمع على آء بوزن عاه ، وهو شجر معروف ، وأصل ألفها التي بين الهمزتين واو .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية