الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( جنى ) فيه : " لا يجني جان إلا على نفسه " الجناية : الذنب والجرم وما يفعله الإنسان مما يوجب عليه العذاب أو القصاص في الدنيا والآخرة . المعنى : أنه لا يطالب بجناية غيره من أقاربه وأباعده ، فإذا جنى أحدهما جناية لا يعاقب بها الآخر . كقوله تعالى : ولا تزر وازرة وزر أخرى وقد تكرر ذكرها في الحديث .

                                                          ( هـ ) وفي حديث علي رضي الله عنه :

                                                          هذا جناي وخياره فيه إذ كل جان يده إلى فيه

                                                          هذا مثل ، أول من قاله عمرو بن أخت جذيمة الأبرش ، كان يجني الكمأة مع أصحاب له ، فكانوا إذا وجدوا خيار الكمأة أكلوها ، وإذا وجدها عمرو جعلها في كمه حتى يأتي بها خاله . وقال هذه الكلمة فسارت مثلا . وأراد علي رضي الله عنه بقولها أنه لم يتلطخ بشيء من فيء المسلمين [ ص: 310 ] بل وضعه مواضعه . يقال جنى واجتنى والجنا : اسم ما يجتنى من الثمر ، ويجمع الجنا على أجن ، مثل عصا وأعص .

                                                          ( هـ ) ومنه الحديث : " أهدي له أجن زغب " يريد القثاء الغض ، هكذا جاء في بعض الروايات ، والمشهور أجر بالراء . وقد سبق ذكره .

                                                          ( س ) وفي حديث أبي بكر : " أنه رأى أبا ذر رضي الله عنهما ، فدعاه ، فجنا عليه ، فساره " جنا على الشيء يجنو : إذا أكب عليه ، وقيل هو مهموز . وقيل الأصل فيه الهمز ، من جنأ يجنأ إذا مال عليه وعطف ، ثم خفف ، وهو لغة في أجنأ . وقد تقدمت في أول الباب . ولو رويت بالحاء المهملة بمعنى أكب عليه لكان أشبه .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية