الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( بدن ) ( هـ ) فيه : لا تبادروني بالركوع والسجود ، إني قد بدنت قال أبو عبيد هكذا روي في الحديث بدنت ، يعني بالتخفيف ، وإنما هو بدنت بالتشديد : أي كبرت وأسننت ، والتخفيف من البدانة وهي كثرة اللحم ، ولم يكن صلى الله عليه وسلم سمينا . قلت : قد جاء في صفته في حديث ابن أبي هالة : " بادن متماسك ، والبادن الضخم ، فلما قال بادن أردفه بمتماسك ، وهو الذي يمسك بعض أعضائه بعضا ، فهو معتدل الخلق .

                                                          * ومنه الحديث : أتحب أن رجلا بادنا في يوم حار غسل ما تحت إزاره ثم أعطاكه فشربته .

                                                          [ ص: 108 ] * وفي حديث علي " لما خطب فاطمة رضي الله عنهما ، قيل : ما عندك ؟ قال : فرسي وبدني " البدن الدرع من الزرد . وقيل هي القصيرة منها .

                                                          * ومنه حديث سطيح .

                                                          أبيض فضفاض الرداء والبدن أي واسع الدرع يريد به كثرة العطاء .

                                                          ومنه حديث مسح الخفين : " فأخرج يده من تحت بدنه " استعار البدن هاهنا للجبة الصغيرة ، تشبيها بالدرع . ويحتمل أن يريد به من أسفل بدن الجبة ، ويشهد له ما جاء في الرواية الأخرى " فأخرج يده من تحت البدن " .

                                                          * وفيه : أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمس بدنات " البدنة تقع على الجمل والناقة والبقرة ، وهي بالإبل أشبه . وسميت بدنة لعظمها وسمنها . وقد تكررت في الحديث .

                                                          * ومنه حديث الشعبي : " قيل له إن أهل العراق يقولون إذا أعتق الرجل أمته ثم تزوجها كان كمن يركب بدنته " أي إن من أعتق أمته فقد جعلها محررة لله ، فهي بمنزلة البدنة التي تهدى إلى بيت الله تعالى في الحج ، فلا تركب إلا عن ضرورة ، فإذا تزوج أمته المعتقة كان كمن قد ركب بدنته المهداة .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية