الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                1060 ص: وخالفهم في ذلك آخرون فقالوا: بل الإسفار بها أفضل من التغليس .

                                                التالي السابق


                                                ش: أي خالف القوم المذكورين جماعة آخرون، وأراد بهم: الثوري وإبراهيم النخعي وطاوسا وسعيد بن جبير وأبا حنيفة وأبا يوسف ومحمدا وأكثر العراقيين وفقهاء الكوفة وأصحاب ابن مسعود -رضي الله عنهم- فإنهم قالوا: بل الإسفار بالصبح أفضل من التغليس ، وقالوا: الإسفار قوة الضوء. وهو أيضا اختيار ثعلب وغيره من اللغويين، يقال: أسفرت المرأة إذا ألقت خمارها عن وجهها، وأسفر وجهها إذا أضاء، وقال الجوهري : معنى أسفروا بالفجر: أي صلوها مسفرين، ويقال: طولوها إلى الإسفار.

                                                وقال ابن طريف : أسفر الليل: انقضى وانكشفت ظلمته. وفي "المغيث": أسفر الصبح: انكشف، وفي "الأساس" للزمخشري : وخرجوا في السفر: في بياض الفجر، ورح بنا بسفر: ببياض قبل الليل، وفي المجاز: وجه مسفر: مشرق سرورا، قال تعالى: وجوه يومئذ مسفرة وفي "المعرب": أسفر الصبح: أضاء، وأسفر بالصلاة أي صلاها بالإسفار، وقال في "المحيط": إذا كانت السماء مصحية فالإسفار أفضل إلا للحاج بمزدلفة ، فهناك التغليس أفضل، وعمم في "المبسوط" فقال: الإسفار أفضل من التغليس في الأوقات كلها ، وقال الطحاوي :

                                                [ ص: 378 ] إن كان من عزمه التطويل يشرع في التغليس ليخرج في الإسفار، قال: وهو قول أبي حنيفة وصاحبيه، وفي كتاب "الأسرار" للدبوسي : لا يباح التأخير لمن ينام في بيته بعد الفجر بل يحضر المسجد لأول الوقت، ثم ينتظر الصلاة، ثم يصلي لآخر الوقت؛ إذ لو صلى لأول الوقت قل ما يمكنه اللبث والمقام إلى طلوع الشمس فلا ينشغل بعد الفراغ بحديث الدنيا.




                                                الخدمات العلمية