الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                854 ص: حدثنا ابن أبي داود ، قال: ثنا مسدد ، قال: ثنا يحيى بن سعيد ، عن عبيد الله بن عمر ، عن القاسم ، عن عائشة -رضي الله عنها-، عن النبي -عليه السلام- مثله، ولم يشك قالت: "ولم يكن بينهما إلا مقدار ما ينزل هذا ويصعد هذا" .

                                                التالي السابق


                                                ش: إسناده صحيح، عن إبراهيم بن أبي داود البرلسي ، عن مسدد - شيخ البخاري - عن يحيى بن سعيد القطان ، عن عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب ، عن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق -رضي الله عنه-، عن عائشة الصديقة -رضي الله عنها-، عن النبي -عليه السلام- مثله.

                                                وأخرجه النسائي : أنا يعقوب بن إبراهيم ، قال: ثنا حفص ، عن عبيد الله ، عن القاسم ، عن عائشة قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إذا أذن ابن أم مكتوم فكلوا واشربوا حتى يؤذن بلال . قالت: ولم يكن بينهما إلا أن ينزل هذا ويصعد هذا" .

                                                وقد وقع في بعض نسخ النسائي "إذا أذن بلال فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم " .

                                                وكذا وقع في مسند " الدارمي " وقال: أنا إسحاق ، أنا عبدة ، أنا عبيد الله ، عن نافع ، عن ابن عمر ، وعن القاسم ، عن عائشة قالت: "كان للنبي -عليه السلام- مؤذنان: بلال وابن أم مكتوم ، فقال رسول الله -عليه السلام-: إن بلالا يؤذن بليل، فكلوا واشربوا [ ص: 69 ] حتى تسمعوا أذان ابن أم مكتوم ، قال القاسم : وما كان بينهما إلا أن ينزل هذا ويرقى هذا" .

                                                وكذا في "الصحيحين" من حديث عبيد الله ، عن القاسم ، عن عائشة .

                                                وعن نافع ، عن ابن عمر قالا: "كان للنبي -عليه السلام- مؤذنان: بلال وابن أم مكتوم فقال رسول الله -عليه السلام-: إن بلالا يؤذن بليل، فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم . قال القاسم : لم يكن بين أذانهما إلا أن ينزل هذا ويرقى هذا" وقد وفق بعض المحدثين بين الروايتين فقال: لعل بين بلال وبين ابن أم مكتوم مناوبة بالتقديم والتأخير؛ يعني بأن يتقدم ابن أم مكتوم على بلال وتارة يتقدم بلال على ابن أم مكتوم وما ذكر في الصحيحين هو الأصح.

                                                وقال الذهبي في مختصر سنن البيهقي : مجموع ما ورد في تقديم الأذان قبل الفجر إنما ذلك بزمن يسير لعله لا يبلغ مقدار قراءة الواقعة بل أقل، فبهذا المقدار تحصل فضيلة التقديم لا بأكثر، أما ما يفعل في زماننا من أنه يؤذن للفجر أولا من الثلث الأخير؛ فخلاف السنة لو سلم جوازه.




                                                الخدمات العلمية