الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
وإن أغار أهل الحرب الذي فيهم المسلمون المستأمنون على دار من المسلمين فأسروا ذراري المسلمين إذا كانوا يطيقون القتال ; لأنهم ما ملكوا ذراري المسلمين بالإحراز فهم ظالمون في استرقاقهم ، والمستأمنون ما ضمنوا لهم التقرير على الظلم فلا يسعهم إلا قتالهم لاستنفاذ ذراري المسلمين من أيديهم بخلاف الأموال ; لأنهم ملكوها بالإحراز ، وقد ضمن المستأمنون أن لا يتعرضوا لهم في أموالهم ، وكذلك إن كانوا أغاروا على الخوارج ، وسبوا ذراريهم ; لأنهم مسلمون فلا تملك ذراريهم بالإحراز بدار الحرب ، وكذلك إن كان في بلاد الخوارج الذين أغار عليهم أهل الحرب قوم من أهل العدل لم يسعهم إلا أن يقاتلوا عن بيضة المسلمين وحريمهم ; لأن الخوارج مسلمون ففي القتال معهم إعزاز الدين ، ولأنهم بهذا القتال يدفعون أهل الحرب عن المسلمين ، ودفع أهل الحرب عن المسلمين واجب على كل من يقدر عليه ، فلهذا لا يسعهم إلا أن يقاتلوهم ، والله سبحانه وتعالى أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية