الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
وإذا وجد اللقيط بالكوفة فادعاه رجل من أهل الذمة أنه ابنه فلا يصدق في القياس لأنه حكم له بالحرية ، والإسلام فلو جعل ابن الكافر بدعواه لكان تبعا له في الدين ، وذلك ممتنع بعدما حكم بإسلامه ، ولأن تنفيذ قوله عليه في دعوة النسب نوع ولاية ، ولا ولاية للكافر على المسلم ، ولكنا نستحسن أن يكون ابنه ، ويكون مسلما لأنه محتاج إلى النسب بعدما حكم بإسلامه فمن ادعى نسبه ، وإن كان ذميا فهو مقر له بما ينفعه فيكون إقراره صحيحا ، وموجب كلامه شيئان أحدهما ثبوت نسبه منه ، وذلك ينفعه ، والآخر كفره ، وذلك يضره ، وليس من ضرورة امتناع قبول قوله في أحد الحكمين امتناعه في الآخر لأن النسب ينفصل عن الدين ألا ترى أن ولد الكافر من امرأة مسلمة يكون ثابت النسب من الكافر ، ويكون مسلما فهذا مثله .

التالي السابق


الخدمات العلمية