وقال الخليل : "التمحيص : التخليص من الشيء المعيب . وقيل : هو الابتلاء والاختبار " وأنشد :
1443 - رأيت فضيلا كان شيئا ملففا فكشفه التمحيص حتى بداليا
وروى الواحدي عن المبرد بسند متصل : محص الحبل يمحص محصا إذا ذهب زئبره حتى تملص ، وحبل محيص ومليص بمعنى واحد . قال : "يستحب في الفرس أن تمحص قوائمه أي : تخلص ، وأنشد ابن الأنباري على ذلك يصف فرسا :
[ ص: 408 ]
1444 - صم النسور صحاح غير عاثرة ركبن في محصات ملتقى العصب
أي : في قوائم متجردات من اللحم ليس فيها إلا العظم والعصب والجلد . قال المبرد : " ومعنى قول الناس : "محص عنا ذنوبنا " أي أذهب ما تعلق بنا من الذنوب " . قال الواحدي : " وهذا الذي قاله المبرد تأويل المحص بفتح الحاء وهو واقع ، والمحص بسكون الحاء مصنوع ، قال الخليل : "يقال محصت الشيء أمحصه محصا إذا أخلصته من كل عيب " وفي جعله تسكين الحاء مصنوعا نظر ، لأن أهل اللغة نقلوه ساكنها ، وهو قياس مصدر الثلاثي . ومحصت السيف والسنان : جلوتهما حتى ذهب صدؤهما . قال أسامة الهذلي :
1445 - وشقوا بممحوص السنان فؤاده ... ... ... ...
أي : بمجلو ، ومنه استعير ذلك في وصف الحبل بالملاسة والبريق . قال رؤبة يصف فرسا :
1446 - شديد جلز الصلب ممحوص السوى
والسواء : الظهر ، قصره ضرورة ، سمع : "فعلته حتى انقطع سواي " أي ظهري . وقد تقدمت مادة "محق " في البقرة .


