الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ . (47) قوله تعالى : من قبل أن نطمس : متعلق بالأمر في قوله : "آمنوا " ، و "نطمس " يكون متعديا ، ومنه هذه الآية ، ومثلها : فإذا النجوم طمست لبنائه للمفعول من غير حرف جر ، ويكون لازما يقال : "طمس المطر الأعلام " و "طمست الأعلام " ، قال كعب :


                                                                                                                                                                                                                                      1593 - من كل نضاخة الذفرى إذا عرقت عرضتها طامس الأعلام مجهول



                                                                                                                                                                                                                                      وقرأ الجمهور : "نطمس " بكسر الميم ، وأبو رجاء بضمها ، وهما لغتان [ ص: 701 ] في المضارع . وقدر بعضهم مضافا أي : عيون وجوه ، ويقويه أن الطمس للأعين ، قال تعالى : لطمسنا على أعينهم .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : على أدبارها فيه وجهان ، أظهرهما : أنه متعلق بـ "نردها " . والثاني : أن يتعلق بمحذوف ؛ لأنه حال من المفعول في "نردها " قاله أبو البقاء ، وليس بواضح .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله : " أو نلعنهم " عطف على " نطمس " ، والضمير في " نلعنهم " يعود على الوجوه ، "على حذف مضاف إليه " ، أي : وجوه قوم ، أو على أن يراد بهم الوجهاء والرؤساء ، أو يعود على الذين أوتوا الكتاب ، ويكون ذلك التفاتا من خطاب إلى غيبة ، وفيه استدعاؤهم للإيمان ، حيث لم يواجههم باللعنة بعد أن شرفهم بكونهم من أهل الكتاب . وقوله : وكان أمر الله : أمر واحد أريد به الأمور . وقيل : هو مصدر واقع موقع المفعول به أي : مأموره أي : ما أوجده كائن لا محالة .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية