الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ . (172) قوله تعالى : الذين استجابوا : فيه ستة أوجه ، أحدها : أنه مبتدأ ، وخبره قوله : للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر . وقال مكي هنا : "وخبره من بعد ما أصابهم القرح " . وهذا غلط لأن هذا ليس [ ص: 488 ] بمفيد البتة ، بل "من بعد " متعلق باستجابوا . والثاني : خبر مبتدأ مضمر أي : هم الذين . والثالث : أنه منصوب بإضمار "أعني " . وهذان الوجهان يشملهما قولك "القطع " . الرابع : أنه بدل من "المؤمنين " . الخامس : أنه بدل من "الذين لم يلحقوا " قاله مكي . السادس : أنه بدل من "المؤمنين " . ويجوز فيه وجه سابع : وهو أن يكون نعتا لقوله : "الذين لم يلحقوا " قياسا على جعله بدلا منهم عند مكي . و "ما " في "بعدما أصابهم " مصدرية ، و " للذين أحسنوا " خبر مقدم .

                                                                                                                                                                                                                                      و "منهم " فيه وجهان ، أحدهما : أنه حال من الضمير في "أحسنوا " وعلى هذا فـ "من " تكون تبعيضية . والثاني : أنها لبيان الجنس . قال الزمخشري : "مثلها في قوله : وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم لأن الذين استجابوا قد أحسنوا كلهم واتقوا لا بعضهم " . و "أجر " مبتدأ مؤخر ، والجملة من هذا المبتدأ وخبره : إما مستأنفة أو حال إن لم نعرب الذين استجابوا مبتدأ ، وإما خبر إن أعربناه مبتدأ كما تقدم تقريره .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية