4854 4856 ص: قيل له: إن هذا وإن كان قد روي عن علي - رضي الله عنه - كما ذكرنا، فإن غير علي من أصحاب رسول الله -عليه السلام- قد روي عنه في ذلك خلاف ما قد روي عن علي - رضي الله عنه - فمن ذلك:
ما حدثنا يونس، قال: ثنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس ، عن ابن شهاب، قال: أخبرني عبيد الله بن عبد الله، أن أبا واقد الليثي ثم الأشجعي - [ ص: 460 ] وكان من أصحاب رسول الله عليه السلام- قال: "بينما نحن عند عمر - رضي الله عنه - مقدمه الشام بالجابية، أتاه رجل فقال: يا أمير المؤمنين، إن امرأتي زنت بغلام، فهي هذه تعترف بذلك، فأرسلني عمر - رضي الله عنه - في رهط إليها لنسألها عن ذلك، فجئتها فإذا هي جارية حديثة السن، فقلت: اللهم أفرج فاها اليوم عما شئت، فسألتها وأخبرتها بالذي قال زوجها، فقالت: صدق، فبلغنا عمر - رضي الله عنه - فأمر برجمها".
حدثنا يونس، قال: أنا ابن وهب ، أن مالكا، حدثه عن يحيى بن سعيد ، عن سليمان بن يسار ، عن أبي واقد الليثي " ، أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أتاه رجل وهو بالشام، ، فذكر له أنه وجد مع امرأته رجلا، فبعث عمر بن الخطاب 5 أبا واقد الليثي إلى امرأته ليسألها عن ذلك، فأتاها وعندها نسوة حولها، فذكر لها الذي قال زوجها لعمر بن الخطاب ، - رضي الله عنه - وأخبرها أنها لا تؤخذ بقوله، وجعل يلقنها أشباه ذلك لتنزع، فأبت أن تنتزع وثبتت على الاعتراف، فأمر بها عمر ، - رضي الله عنه - فرجمت".
فهذا عمر - رضي الله عنه - بحضرة أصحاب رسول الله -عليه السلام- لم يجلدها قبل رجمه إياها، فهذا خلاف لما فعل علي - رضي الله عنه - بشراحة ، من جلده إياها قبل رجمها، وهو أولى الفعلين عندنا؛ لما قد ذكرنا في هذا الباب. والله أعلم.


