الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                4864 [ ص: 472 ] ص: حدثنا ابن مرزوق، قال: ثنا أبو عامر وعثمان بن عمر، قالا: ثنا شعبة ، عن سماك بن حرب ، عن جابر بن سمرة - رضي الله عنه - قال: "أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - رجل أشعر قصير ذو عضلات، فأقر له بالزنا، فأعرض عنه، فأتاه من قبل وجهه الآخر، فأعرض عنه، قال -لا أدري مرتين أو ثلاثا- فأمر به فرجم. قال: فذكرت ذلك لسعيد بن جبير فقال: رده أربع مرات".

                                                حدثنا ابن مرزوق، قال: ثنا وهب، قال: ثنا شعبة .... ، فذكر بإسناده مثله، غير أنه قال: "يردده مرتين".

                                                التالي السابق


                                                ش: هذان طريقان صحيحان:

                                                الأول: عن إبراهيم بن مرزوق ، عن أبي عامر عبد الملك بن عمرو العقدي وعثمان بن عمر، كلاهما عن شعبة .... إلى آخره.

                                                وأخرجه مسلم: عن إسحاق بن إبراهيم ، عن أبي عامر العقدي ، عن شعبة .... إلى آخره نحوه، وفيه: "فرده مرتين أو ثلاثا".

                                                الثاني: عن إبراهيم أيضا، عن وهب بن جرير ، عن شعبة .... إلى آخره.

                                                وأخرجه أبو داود: عن محمد بن المثنى ، عن محمد بن جعفر ، عن شعبة .... إلى آخره نحوه، وفيه: "فرده مرتين".

                                                وأخرجه النسائي أيضا.

                                                وأخرج مسلم أيضا، عن محمد بن المثنى وابن بشار -واللفظ لابن المثنى- قالا: ثنا محمد بن جعفر، قال: ثنا شعبة ، عن سماك بن حرب، قال: سمعت [ ص: 473 ] جابر بن سمرة قال: "أتي النبي -عليه السلام- برجل قصير أشعث ذي عضلات، وعليه إزار قد زنى، فرده مرتين، ثم أمر به فرجم، فقال رسول الله -عليه السلام-: كلما نفرنا غازين في سبيل الله نخلف أحدهم ينب نبيب التيس، يمنح إحداهن الكثبة، إن الله لا يمكنني من أحدهم إلا جعلته نكالا أو نكلته. قال: فحدثته سعيد بن جبير فقال: إنه رده أربع مرات".

                                                قوله: "أشعث" هو الذي لم يحلق شعره، ولم يرجله، وقيل: هو كثير الشعر، وقيل: طويله.

                                                قوله: "ذو عضلات" جمع عضلة، والعضلة في البدن كل لحمة صلبة مكتنزة، ومنه عضلة الساق، ويجوز أن يكون أريد به أن عضلة ساقيه كبيرة.

                                                قوله: "ينب نبيب التيس" نبيب التيس: صوته عند السفاد، يقال: نب التيس ينب نبيبا إذا صاح وهاج وبابه من باب: ضرب يضرب، والكثبة: كل قليل جمعته من طعام وغيره.

                                                قوله: "يمنح" بفتح النون وكسرها، أي يعطي.

                                                قوله: "نكالا" بفتح النون أي: عقوبة.

                                                قوله: "نكلته" أي منعته عنهن، يقال: نكل عن الأمر ينكل بالضم، ونكل بالكسر ينكل لغة فيه وأنكره الأصمعي إذا امتنع، ومنه النكول عن اليمين وهو الامتناع منها. (




                                                الخدمات العلمية